خطر غزة ما زال مستمراً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • إن إطلاق القذائف وصواريخ القسام من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل بات أمراً روتينياً بحيث لم يعد يجذب الانتباه. وخلال الشهر الماضي جرى التبليغ عن سقوط 28 صاروخاً.
  • يواصل الجيش الإسرائيلي مواجهته للهجمات الصاروخية المستمرة والأحداث الأمنية الأخرى، مثل زرع العبوات ومحاولات التسلل، التي ازدادت في الفترة الأخيرة على الطريق الالتفافي المحيط بغزة. وفي داخل القطاع تتفاقم الضائقة التي يعانيها أهالي غزة بسبب الكثافة السكانية والفقر. ويعيش في غزة مليون ونصف المليون من الناس يعتبر ثلثاهم أنفسهم من اللاجئين الذين ينتظرون تحقيق "حق العودة" ليعودوا إلى أراضي دولة إسرائيل.
  • وبالأمس، علمنا أنه في أعقاب تسلح أنصار "حماس" بصواريخ مضادة للدروع، وإصابة دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بهذا النوع من الصواريخ، نشر الجيش كتيبة دبابات محصنة ضد الصواريخ. لكن الشعور بالاطمئنان الذي أثاره الخبر ما لبث أن تبدد لدى مسارعة المراسلين العسكريين إلى التوضيح بأن الكتيبة المذكورة، هي الوحيدة في الجيش التي تملك مثل هذا السلاح، وأن الحرب المضادة للدروع تعلمها أنصار "حماس" من جيش حزب الله في لبنان، الذي بدوره تلقى تدريباته على يد الحرس الثوري الإيراني.
  • أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الأركان غابي أشكنازي للجنود في موقع كيسوفيم على الحدود مع غزة قال: "سنشهد وقوع المزيد من الحوادث هنا. كما أن القتال حول الجدار، وفي محيطه سيتواصل، علينا أن نبقى مستعدين".
  • ولا يوجد مواطن في إسرائيل لم يشعر بالخوف لدى سماعه رد أشكنازي على أسئلة الجنود عندما سألوه عن العملية العسكرية المقبلة فأجاب: "الجولة المقبلة ستكون كبيرة ومعقدة، ولم نشهد مثلها من قبل، ومن المهم أن ننتهي بانتصار واضح ومؤكد لنا".
  • وليس هناك من لم يشعر بالخوف من مغزى هذا الكلام وانعكاساته على المقاتلين في الجيش، وعلى سكان عسقلان وضواحيها، وعلى توازن الرعب بين إسرائيل وإيران.
  • ولكن يبدو أنه من الأسهل الاهتمام بموضوعات أخرى أكثر جاذبية مثل "دفع العملية السلمية إلى الأمام"، أو بالأحرى الدفع قدماً نحو نشوء دولة "حماس" في يهودا والسامرة، مثل تلك الموجودة اليوم في غزة.
  • إن الأمر الأساسي بالنسبة لرئيس الحكومة هو الظهور بأننا نسعى إلى السلام، وهو يبذل أقصى ما في وسعه ليبدو "ساعياً إلى السلام". ولكن هناك داخل إسرائيل وخارجها مَن يفسر هذا التطلع إلى السلام بأنه علامة ضعف. ففي إسرائيل هناك من يرى في ذلك موافقة من جانب رئيس الحكومة على القيام بانسحابات إسرائيلية جديدة، وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه سوى كتيبة واحدة محصنة ضد الصواريخ المضادة للدروع. أما الجبهة التي تجمع بين "حماس" وحزب الله وإيران فتعتبر موقف نتنياهو دليلاً على الضربة الناجحة التي أنزلتها في قدرة الدولة الإسرائيلية على الصمود.