إسرائيل تتغاضى عن إشارات السلام العربية كما تغاضت عن إشارات سلام شبيهة عشية حرب 1973
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن حال إسرائيل عشية انتهاء سنة 2010 تعيد إلى الأذهان، أكثر من أي شيء آخر، ما كان عليه حالها في صيف 1973 عشية اندلاع حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، ولا سيما فيما يتعلق برفضها إشارات السلام التي صدرت في ذلك الوقت من جانب الرئيس المصري السابق أنور السادات، واستخفافها المتهوّر بقدرات الخصم.
- وفي الوقت الحالي، فإن إسرائيل لا تعير أدنى اهتمام لواقع انغلاق نافذة الفرص في مقابل الفلسطينيين، كما أنها تتعامل بلامبالاة إزاء الجمود المستمر في المسار السوري، على الرغم من تحذيرات الرئيس بشار الأسد. وفضلاً عن ذلك فإنها منذ سبعة أعوام تتغاضى كلياً عن مبادرة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية، بصورة تعيد تذكيرنا بمقولة [وزير الدفاع الأسبق] موشيه ديان والتي كان فحواها "أن شرم الشيخ من دون سلام أفضل من السلام من دون شرم الشيخ".
- من المعروف أن وقائع صيف 1973 أسفرت عن اندلاع حرب يوم الغفران، وربما تسفر وقائع الفترة الحالية عن اندلاع حرب غداً أو بعد غد، وعلى الرغم من أنها لن تكون شبيهة من الناحية التكتيكية بحرب 1973 إلا إنها ستكون حصيلة الأوضاع السياسية نفسها، والمقصود الأوضاع الناجمة عن طريق سياسية مسدودة وعن حشر العرب في الزاوية.
- يتعين على وزراء الحكومة كلهم، الذين يقودهم الثنائي بنيامين نتنياهو [رئيس الحكومة] وإيهود باراك [وزير الدفاع]، أن يدركوا أنه في حال تحقق هذا السيناريو فإنه لن يكون في إمكانهم أن يتهربوا من المسؤولية، خصوصاً وأن السياسة العامة كلها أصبحت في الوقت الحالي تُدار من فوق الطاولة لا من تحتها. ولذا لن تكون هناك حاجة إلى الانتظار 30 عاماً كي يُكشف النقاب عن الأرشيفات كما حدث بالنسبة لحرب يوم الغفران.