حول قرار مجلس النواب الأميركي بفرض الفيتو على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من دون الاتفاق مع إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إن التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين يبدو بعيد المنال، ولا يمر يوم من دون أن تعلن دولة جديدة عن اعترافها بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967. ووفقاً لوثائق ويكيليكس، حتى الألمان، وهم من المؤيدين الدائمين لإسرائيل في أوروبا، فقدوا الثقة بنوايا حكومة نتنياهو بشأن السلام. كما توقف الشريك الوفي إيهود باراك، والحائز على جائزة السلام شمعون بيرس، عن الثناء على "بي بي [بنيامين نتنياهو] الجديد". وبرز الأمل بأن وزراء حزب العمل بدأوا يشعرون بالخجل، ويفكرون في خيار المعارضة.
  • في هذه اللحظة بالذات، وعندما خُيل للمرء أن التراجع في مكانة إسرائيل في العالم، والخلافات في الداخل ستفتحان أعين الجمهور الإسرائيلي على الحقيقة، ظهر الإنسان الخارق السوبر - مان اليهودي - الأميركي في سماء قبة الكابيتول، كي يؤكد لليهود - الإسرائيليين أن عليهم ألا يخافوا من الرئيس الأميركي، وألا يتأثروا بالأوروبيين، وأن لا معنى لما تقوله الأمم المتحدة.
  • إن هذا الإنسان الخارق هو هوراد بيرمان الديمقراطي اليهودي من كاليفورنيا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، الذي قام بمساعدة عضو الكونغرس اليهودي غاري أكيرمان، وإليوت أنغل، وشيلي بركلي، في نهاية الأسبوع بالحصول على موافقة الكونغرس على قرار يطالب الإدارة الأميركية باستعمال حق الفيتو ضد أي قرار يُطرح في مجلس الأمن للإعتراف بالدولة الفلسطينية، لا يكون ثمرة اتفاق مع إسرائيل.
  • إن هذا القرار الذي وُلد في مكاتب ايباك، يهاجم الفلسطينيين لرفضهم العودة إلى المفاوضات، ويطالبهم بالتخلي عن مساعيهم الرامية إلى الحصول على اعتراف بدولتهم من دول أخرى. وذلك من دون أن يذكر الرفض الإسرائيلي لتجميد الاستيطان خلال المفاوضات، كما لا نجد فيه أي ذكر لتهرب نتنياهو من تقديم موقفه من مسألة الحدود الدائمة.
  • إن وجهة النظر التي تسود التيار الأساسي في الجالية اليهودية والداعية إلى "تأييد كل حكومة إسرائيلية سواء أكانت على حق أم على باطل"، يشبه موقف الأب الذي يعلم أن ابنه مدمن على المخدرات، فيعطيه بطاقته المصرفية.
  • يُطلق على الناشطين في حركة السلام الآن، والمنظمة اليهودية التي تحمل إسم جي- ستريت [منظمة يهودية أميركية تدعم حل الدولتين]، إسم" اليهود الذين يكرهون أنفسهم"، وذلك من جانب أبناء المؤسسة اليهودية في ايباك وحلفائهم في الكونغرس الذين يعتبرون أنفسهم من" اليهود الذين يحبون أنفسهم".
  • إن ما يجب على "اليهود الذين يحبون إسرائيل" أن يفعلوه، هو أن يقفوا في الكُنس في نيوريوك وأن يقولوا للناس، إذا لم تتحول القدس إلى عاصمة لشعبين، فإنها لن يُعترف بها أبداً عاصمة لدولة إسرائيل. إنهم يعلمون أنه لا توجد فرصة لحل الدولتين من دون تقسيم القدس، لكنهم يفضلون التصفيق الحار للتصريحات الخاوية بشأن "القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية".
  • إن اليهودي الذي يحب نفسه حقاً هو الذي يبذل كل ما في وسعه لإنقاذ إسرائيل من نفسها.