دفاعاً عن أعضاء الكنيست العرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • يمر المجتمع الإسرائيلي بمرحلة مظلمة. فالعنصرية وكراهية الأجانب يقضيان على الجزء المتمدن والمتسامح من هذا المجتمع. إن العنصرية الواضحة، وخاصة تجاه المواطنين العرب في دولة إسرائيل، والعداء تجاه الأجانب عامة، قد أفلتا اليوم من عقالهما. إن الكراهية والخوف يتغذيان من بعضهما البعض، ويخلقان مجتمعاً خائفاً، يعاني من عدم الشعور بالأمن.
  • تدل رسالة الحاخامين [الفتوى التي تحرّم تأجير المنازل للعرب]، وارتفاع شعبية أفيغدرو ليبرمان، وقانون الولاء لإسرائيل، والتحريض ضد أعضاء الكنيست العرب، وإقرار القوانين العنصرية، على أن الكنيست الـ 18 هو الكنيست الأكثر عنصرية.
  • ولا يجري هذا كله في فراغ. فالأرضية الشعبية والمناخ الاجتماعي في إسرائيل، باتا ناضجين لمثل هذه الهجمة الظلامية. ويدل مؤشر الديمقراطية على وجود أغلبية وسط الجمهور اليهودي تؤيد تقليص هوامش الديمقراطية بصورة كبيرة.
  • يحمّل موشيه أرنس أعضاء الكنيست العرب، مسؤولية انهيار الديمقراطية الإسرائيلية [راجع ترجمة المقال في عدد النشرة 1073، تاريخ 14/12/2010] . وحتى رجل "ليبرالي يميني مثل أرنس نراه عندما يقوم بتحليل المجتمع الذي خدم فيه [في مناصب رفيعة] طوال سنين، يتجاهل الأسس الحقيقية للخلل ويفتح المجال أمام التحريض والإساءة ضد أعضاء الكنيست العرب.
  • لا وجود في تحليل أرنس للإحتلال المستمر، ولا للصراع الدموي، ولا للعلاقة الفوقية تجاه العرب، ولا للاستخفاف بحياتهم وبحقوقهم، كما لا وجود فيه للتمثيل الضئيل للعرب في الوظائف العامة (6,7 في المئة فقط)، ناهيك عن الغبن العميق اللاحق بهم، وغياب المخططات الهيكلية لبلداتهم.
  • لستُ ناطقاً باسم "أعضاء الكنيست العرب"، وأرفض اعتبارنا كتلة واحدة. ففي الكنيست 14 عضواً عربياً، ولكل واحد منهم شخصيته، ونهجه، وجدول أعماله، وأولوياته. ولكننا جميعاً ممثلون شرعيون للجمهور، ولسنا أقل شرعية من أي عضو كنسيت يهودي. ويجب ألا ينسى أحد أننا وصلنا إلى الكنيست من طريق اقتراع الجمهور الواسع لصالحنا مرة تلو المرة.
  • إن النضال ضد العنصرية يجب أن يكون يهودياً وعربياً، كما تجلى في التظاهرة التي شارك فيها الآلاف في ذكرى يوم حقوق الإنسان في تل أبيب. وكما قال مارتن لوثر كينغ: لا يوجد طريق إلى السلام والمساواة، وإنما السلام والمساواة هما الطريق.