· يبدو أن آمال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن يطرح على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية رسالة ضمانات أميركية بعيدة المدى في مقابل تمديد تجميد أعمال البناء في المناطق [المحتلة] ثلاثة أشهر أخرى قد تبددت أمس (الخميس) بعدما تبين له أن البيت الأبيض غير متحمس بما فيه الكفاية لتنفيذ الوعود البراقة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
· وكان نتنياهو، في إثر عودته إلى إسرائيل من لقاء مع كلينتون عُقد في نيويورك، بلّغ "طاقم الوزراء السبعة" ومجلس وزراء حكومته أنه اتفق مع كلينتون، ضمن أشياء أخرى، على أن تحصل إسرائيل من الولايات المتحدة على 20 طائرة مقاتلة حديثة من طراز إف 35 (الشبح) تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار مجاناً ومن دون أن تكون على حساب المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. لكن تبين من الاتصالات التي قام ديوان رئيس الحكومة بها هذا الأسبوع مع المسؤولين الأميركيين أن البيت الأبيض لا يقف وراء وعد كلينتون، وأنه يتوقع من إسرائيل أن تتحمل تكلفة هذه الطائرات إمّا بواسطة الدفع المباشر، وإمّا بواسطة تقليص قيمتها من القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية الأميركية.
· وتدّعي مصادر سياسية في القدس أن ما حدث يعود إلى واقع أن نتنياهو عقد صفقة بشأن هذه الطائرات مع المسؤول غير الملائم في الإدارة الأميركية، ذلك بأن تأثير وزيرة الخارجية كلينتون في السياسة الأميركية المتعلقة بشؤون الشرق الأوسط هو تأثير محدود للغاية، فضلاً عن أن الرئيس باراك أوباما يتخذ القرارات في هذا الشأن بمفرده.
· وعلى ما يبدو، فإنه بسبب هذا الأمر تراجع نتنياهو عن الاستمرار في اتصالاته مع حزب شاس، والتي كانت تهدف إلى إقناعه بتأييد تمديد تجميد البناء الاستيطاني ثلاثة أشهر أخرى، كما أنه لم يعقد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية أمس (الخميس). ومن المعروف أن نتنياهو لن يحظى بأغلبية تؤيد تمديد التجميد في هذا المجلس من دون تأييد وزيرَي شاس.
من ناحية أخرى، فإن فضح هذه الحادثة أدى إلى تصاعد حملة النقد الموجهة إلى نتنياهو حتى داخل صفوف "طاقم الوزراء السبعة"، وقد ادعى الوزير موشيه يعلون، النائب الأول لرئيس الحكومة وعضو "طاقم الوزراء السبعة"، أن الاتفاق الذي توصل نتنياهو إليه [مع كلينتون] "مملوء بالثغرات". ومع ذلك، فإن نتنياهو نفسه ما زال متفائلاً بإمكان التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض، وقد قال أحد المقربين منه لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن لديه شعوراً قوياً بأن المشكلات كلها ستُحلّ في غضون الأيام القليلة المقبلة. كما أكد ديوان رئيس الحكومة أن "نتنياهو لا بُد من أن يعرض في نهاية المطاف ورقة مبادئ على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وعندها سيتبين للجميع أنها تحافظ على مصالح إسرائيل الأمنية والسياسية والوطنية".