قال تقرير حديث لمنظمة بتسيلم [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] إنه خلال العام الأخير (تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 ـ تشرين الأول/ أكتوبر 2010) تم اعتقال أو احتجاز ما لا يقل عن 79 قاصراً من سكان حي سلوان في القدس الشرقية، وُجهت إلى أغلبيتهم الساحقة تهمة رشق الحجارة.
وقد تمت الاعتقالات عقب مواجهات بين الفلسطينيين وبين المستوطنين في الحي، الذي يسوده التوتر في إثر سيطرة المستوطنين على بيوت ومواقع أثرية فيه. ووفقاً للتقرير فإن هذه المواجهات تفاقمت أكثر بعد مقتل سامر سرحان، من سكان سلوان (32 عاماً)، يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2010 جراء إطلاق النار عليه من طرف حارس مستوطنة ادعى أن حياته كانت عرضة للخطر، ومنذ ذلك الوقت ولغاية الآن اعتقل في سلوان 32 قاصراً على الأقل.
وأضاف التقرير أنه نظراً إلى كون إسرائيل قد فرضت القانون الخاص بها على القدس الشرقية فإنه يتعين على الشرطة أن تتعامل مع سكان المدينة طبقاً للقانون الإسرائيلي. ولكن يتضح من تحقيق بتسيلم أن شرطة القدس تنتهك القانون المرة تلو الأخرى، وخصوصاً قانون الأحداث الذي يمنح القاصرين حقوقا خاصة في إطار المسار الجنائي.
وأشار التقرير إلى أن شكاوى القاصرين بشأن العنف قوبلت بعدم الاهتمام أو بالاستخفاف، وفي الحالات القليلة التي تم فيها فتح تحقيقات من جانب قسم التحقيق مع رجال الشرطة، تم إغلاقها من دون اتخاذ أي إجراءات ضد المسؤولين، وفي أحد هذه التقارير لم يتم استجواب شهود أساسيين على الحادث. وأكد التقرير أن تعامل الشرطة مع القاصرين الفلسطينيين من سلوان يشكل استخفافاً خطراً بالحماية الخاصة الممنوحة لهم باعتبارهم قاصرين.
وخلص التقرير إلى أن المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في القدس الشرقية تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، كما أن البؤر الاستيطانية وسط السكان الفلسطينيين في سلوان وفي أحياء أخرى تتسبب بتوترات كثيرة وتؤدي إلى استمرار المواجهات بين الجانبين. وبناء على ذلك طالب التقرير بتفكيك هذه البؤر الاستيطانية فوراً.