نتنياهو: المحادثات مع ميتشل تهدف إلى البحث عن طرق عملية للتوصل إلى اتفاق إطار بشأن التسوية النهائية مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) إن غاية إسرائيل في الوقت الحالي هي التوصل إلى اتفاق إطار بشأن التسوية النهائية مع الفلسطينيين، وإن المحادثات التي أجراها مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أول من أمس (الاثنين) كانت "جيدة جدا".

وقد وردت أقوال نتنياهو في سياق خطاب ألقاه أمام "المؤتمر الخامس لتطوير الجليل" الذي بدأ أعماله أمس (الثلاثاء) في مدينة بيسان شمالي غور الأردن، وأوضح خلاله أن لقاءه مع ميتشل تركز على البحث عن طرق عملية للتوصل إلى اتفاق إطار بشأن التسوية النهائية مع الفلسطينيين. وأضاف نتنياهو "هذه هي غاية إسرائيل الآن، لأننا بحاجة إلى السلام، مثلما أن الفلسطينيين بحاجة إليه، وآمل أن يستجيبوا إلى هذه الحاجة".

وأشار نتنياهو إلى أن السلام سيجعل المنطقة كلها بما في ذلك منطقة الجليل مفتوحة على بعضها بعضاً، وأن حكومته بدأت باتخاذ إجراءات عملية لمد خط سكة حديدية يربط بين مدينة حيفا والأغوار. ووصف هذا المشروع بأنه "قطار السلام"، مشيراً إلى أنه "سيصل إلى المعابر الحدودية بين إسرائيل والأردن، ومن هناك سيكون من السهل ربطه شرقاً مع الدول العربية من خلال خطوط سكك حديدية أردنية، كما أن بالإمكان ربطه في الطريق مع المنطقة الصناعية في جنين".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (15/12/2010) أن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية والوزير المسؤول عن تطوير الجليل والنقب سيلفان شالوم [الليكود] تكلم في المؤتمر فقال إنه "لولا نشوب الحريق [في منطقة جبل الكرمل] والأحوال الجوية العاصفة لكنا انشغلنا منذ أكثر من أسبوع باعتراف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها تخلت عن مطلب تمديد التجميد"، وذلك في إشارة إلى إعلان الإدارة الأميركية عن فشل المحادثات بينها وبين إسرائيل بشأن تمديد تجميد البناء الاستيطاني في المناطق [المحتلة] ثلاثة أشهر أخرى، تمهيداً لاستئناف المفاوضات المباشرة الإسرائيلية ـ الفلسطينية.

وأضاف شالوم أن المطلوب الآن هو إجراء تغيير في تفكير السياسيين الإسرائيليين فيما يتعلق بجدول الأعمال "وذلك بأنه لا يمكن التركيز فقط على رهن الشأن العسكري، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستمرة في الميزانية الأمنية. كما أنه لا بُد من إحداث تغيير في تفكير الجمهور الذي يصوّت للأحزاب فقط بناء على برنامجها في الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية مثل عملية السلام".

وألقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في حفل افتتاح المؤتمر نفسه خطاباً دعا فيه زعماء إسرائيل إلى التعقل وتدارك الوضع، وحذر من نفاد فرص السلام وتصاعد قوة إيران، مشدداً على أن الأمن لم يعد مرتبطاً بدولة واحدة. وقال بيرس: "لقد بدأنا العد العكسي فيما يتعلق بموضوع السلام". وحذر من "وجود حملات خطرة تهدف إلى نزع الشرعية عن إسرائيل" وكذلك من "تفاقم التوجهات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، ومن تسلح إيران"، مشيراً إلى "أننا ملزمون بالتعقل الآن لأنه لا يوجد وقت كثير للمحادثات".

وأضاف بيرس أن "السلام لن يكون مستقراً إذا لم يكن سلاماً إقليمياً، ولا توجد دولة غير متأثرة بالاقتصاد العالمي، كما أن الأمن لم يعد مرهونا بأمن دولة واحدة، وفي هذا العصر بالإمكان إطلاق صواريخ علينا ليس من غزة فحسب وإنما أيضاً من ألاسكا". ورأى أن التوصل إلى تسوية نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤدي إلى تسريع التطوير في منطقة الجليل.

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التقى في القدس مساء أول من أمس (الاثنين) المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، وتباحث معه في سبل دفع العملية السياسية قدماً، وذلك عقب إعلان الإدارة الأميركية فشل محادثاتها مع الحكومة الإسرائيلية بشأن تمديد تجميد البناء الاستيطاني ثلاثة أشهر أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن ميتشل يسعى من خلال زيارته الحالية إلى معرفة مواقف نتنياهو إزاء القضايا الجوهرية كلها وأساساً إزاء قضية الحدود، وذلك لأن الأميركيين حصلوا في السابق على المواقف الاستهلالية للفلسطينيين في حال انطلاق المفاوضات المتعلقة بالقضايا الجوهرية، وهي الحدود والأمن والقدس واللاجئون والمياه والمستوطنات، لكنهم لم يحصلوا حتى الآن على معرفة أي شيء من رئيس الحكومة.