· لا شك في أن المناورة الإيرانية الأخيرة [الاتفاق مع تركيا والبرازيل] كانت متوقعة، وهي تهدف، شأنها شأن المناورات السابقة، إلى كسب مزيد من الوقت وإلى تضليل الأسرة الدولية، إلا إن الولايات المتحدة نجحت، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، في الحصول على تأييد باقي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذلك تأييد ألمانيا، لفرض جولة رابعة من العقوبات القاسية على إيران.
· إن "الاتفاق" الذي وقّعته كل من إيران وتركيا والبرازيل هو مناورة تضليلية أخرى من جانب طهران تهدف إلى سحب البساط من تحت قدمي الخطة الأميركية، إلا إن [الرئيس الأميركي] باراك أوباما وشركاءه لم يبلعوا الطُعم. وعلى الرغم من أن المفاوضات المتعلقة بتفصيلات العقوبات الجديدة لم تُستكمل حتى الآن، فإن هذا الاتفاق دفع أوباما إلى التحرك وتسريع خطته، قبل أن تنهار كلياً.
· لقد اعتقدت إيران أن انخراط تركيا والبرازيل في حل الخلافات [مع الأسرة الدولية] سيسفر عن إسقاط الخطة الأميركية أو عرقلتها على الأقل، لكن يبدو أن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية. وفي موازاة ذلك، فإن هذا الاتفاق جعل الدول العظمى غاضبة لمجرد أن دولاً من الدرجة الثانية، مثل تركيا والبرازيل، تحاول أن تملي عليها ما الذي يجب فعله.
· من الواضح الآن أن تركيا والبرازيل، وهما عضوان مناوبان في مجلس الأمن، ستبذلان جهوداً كبيرة للدفاع عن الاتفاق مع إيران. وثمة احتمال قوي في أن تحاول روسيا والصين استعادة زمام المبادرة، وذلك بواسطة ممارسة ضغوط على إيران كي تقبل شروط الغرب، والتي تشمل تجميد تخصيب اليورانيوم في إيران، وتخصيبه لأغراض سلمية في الخارج، وتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأجوبة المطلوبة، وقبول شروطها الخاصة بمراقبة منشآتها النووية.
· إن إيران تخوض حرباً نفسية شرسة ضد الولايات المتحدة، ويمكن القول إن الصراع المتعلق بمشروعها النووي دخل مرحلة جديدة، وقد أثبتت حتى الآن أنها أفضل من معارضيها كلهم في حرب الأعصاب، ولذا، فمن المحتمل أن تلجأ إلى مناورات أخرى قبل أن يحين موعد التصويت في مجلس الأمن على القرار الخاص بفرض عقوبات عليها.
في مقابل ذلك، فإن الرئيس أوباما يواجه تحدياً كبيراً لاستراتيجيته النووية وزعامته الدولية وقدرته على إدارة الأزمات، ولديه الآن فرصة كبيرة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في العالم كله وكذلك في الشرق الأوسط. ويبقى السؤال المطروح هو: هل سينتهز أوباما هذه الفرصة فعلاً؟