من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لم تمر 24 ساعة على إنجاز الاتفاق التركي ـ البرازيلي - الإيراني المتعلق بالأزمة النووية مع إيران حتى قامت الولايات المتحدة، بصورة مفاجئة للغاية، وبالتعاون مع الدول العظمى الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومع ألمانيا، بطرح اقتراح جديد في مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات قاسية على إيران. وعلى ما يبدو، فإن هذا الاقتراح يهدف إلى أن يوضح لإيران، ولجميع المؤيدين لها، أن الدول العظمى غير راضية على الإطلاق عن الطريقة التي تم بواسطتها إنجاز الاتفاق.
· ولا شك في أن الغضب الذي اجتاح كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا جرّاء ذلك الاتفاق، هو غضب مفهوم للغاية، ذلك بأن هذه الدول كلها تدرك جيداً أن جوهر اللعبة التي تقوم إيران بها، على مدار ثلاثة أعوام ونصف عام مرت منذ فرض ثلاث جولات من العقوبات عليها، هو كسب الوقت ومنع فرض عقوبات جديدة عليها، والاستمرار في أثناء ذلك في مشروعها النووي.
· أمّا عدم رضا روسيا فيبدو أنه راجع إلى عدم كونها شريكة في صوغ الاتفاق الأخير، على الرغم من أنه يُفترض بها أن تقوم بتزويد إيران باليورانيوم البديل المخصب بنسبة 20% في مقابل إخراج 1.2 طن من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% من إيران وتخزينها في تركيـا حيث ستجري عملية التبادل.
· ولعل الأهم من عدم الرضا الناتج من الطريقة التي تم التوصل بواسطتها إلى الاتفاق المذكور، هو أنه بات واضحاً للدول العظمى أن هذا الاتفاق هو مناورة إيرانية أخرى، تحظى بتواطؤ كل من تركيا والبرازيل، اللتين تُعتبران من أقرب الأصدقاء إليها. فضلاً عن ذلك، فإن الاتفاق يتيح لإيران إمكان الاستمرار في تخصيب اليورانيوم في أراضيها.
· ومع ذلك، يجب عدم التسرع والاستنتاج أنه سيتم فرض جولة رابعة من العقوبات القاسية على إيران في غضون الفترة القريبة المقبلة، ذلك بأن روسيا والصين غير متحمستين لإقرار الاقتراح الجديد الذي قُدّم إلى مجلس الأمن، على الرغم من اشتراكهما في طرحه، فضلا عن أنهما تريان في الاتفاق الأخير أساساً لدفع المفاوضات مع إيران قدماً.
· لقد اعتقدت إيران أنها نجحت في التخلص من التهديدات الدبلوماسية ومن العقوبات، لكن ها هي الكرة تعود إلى ملعبها مرة أخرى بعد يوم واحد فقط، وهي مطالبة الآن بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. غير أن من يراقب سلوك إيران، خلال الأعوام القليلة الفائتة، يعرف جيداً أنها تخشى العقوبات مهما يكن حجمها، لكنها في الوقت نفسه، تُعتبر فنانة بارعة في التأجيل وفي إدارة المفاوضات، ويمكن الافتراض أنها ستستمر في هذا السلوك.