من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن الزوبعة الإسرائيلية التي أثيرت في الآونة الأخيرة إزاء حملة المقاطعة الاقتصادية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد المستوطنات في المناطق [المحتلة] تدل أكثر من أي شيء آخر على مبلغ تغلغل الثقافة الكولونيالية في الوعي الإسرائيلي، وعلى مدى صعوبة التحرر من علاقات العبيد ـ الأسياد التي تجذرت على مدار الأعوام الـ 43 الفائتة.
· إن ما يجب قوله إزاء ذلك هو أن سوق العمالة الفلسطينية في الضفة الغربية كانت مضطرة إلى التوجه إلى المستوطنات تحت وطأة القيود الأمنية الإسرائيلية المفروضة على دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وعلى حرية التنقل في المناطق [المحتلة]. ولو أن الحكومة الإسرائيلية معنية فعلاً بتقسيم البلد لكانت أيدت خطوة السلطة الفلسطينية هذه، وقامت بدورها بالانفصال عن المستوطنين، بواسطة وقف الامتيازات المالية الكبيرة الممنوحة لهم والتي تجلب مستثمرين كثيرين، فضلاً عن تجميد أعمال البناء في المستوطنات، وتحفيز المستوطنين الذين يرغبون في ترك المستوطنات على العودة إلى داخل الخط الأخضر، ولكانت أيضاً فتحت السوق الإسرائيلية أمام مزيد من عمالة المناطق [المحتلة] وبضائعها.
لقد تعهد وزير الاقتصاد الفلسطيني، حسن أبو لبدة، بأن تقدّم حكومة سلام فياض المساعدة المطلوبة كلها كي يجد العمال الفلسطينيون في المستوطنات عملاً في مناطق السلطة الفلسطينية. ولا بُد من القول إن انفصال الفلسطينيين عن المستوطنات اقتصادياً هو خطوة مهمة في طريق انفصالهم السياسي عن الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل.