الولايات المتحدة: إسرائيل تعهدت بعدم البناء في حي رامات شلومو خلال العامين المقبلين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

بعد إعلان القيادة الفلسطينية صباح أمس (الأحد) افتتاح المحادثات غير المباشرة رسمياً، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس بياناً جاء فيه أن "الطرفين قاما بخطوات من أجل إيجاد مناخ إيجابي للمحادثات". وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، إن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن أنه سيعمل على منع أنواع التحريض كلها، وإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سبق أن أعلن أمام الإدارة الأميركية تجميد البناء في حي رامات شلومو عامين على الأقل" [كان إعلان خطة بناء 1600 وحدة سكنية في هذا الحي خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل قد أدى إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل].

وبموازاة ذلك، أوضحت الإدارة الأميركية أنه في حال قيام أحد الطرفين بنشاط يؤدي إلى تقويض الثقة بينهما خلال المباحثات، فإن ذلك الطرف سسيُحمَّل المسؤولية عن إرباك المحادثات.

وتعقيباً على البيان الأميركي، أكدت مصادر مقربة من رئيس الحكومة نتنياهو أن مشروع البناء في رامات شلومو لن ينفذ خلال العامين المقبلين، وأنه سبق أن بلّغت الحكومة الإسرائيلية الإدارة الأميركية أنه من غير المتوقع تنفيذ البناء في رامات شلومو خلال الأعوام القليلة المقبلة. غير أن المصادر أضافت أن "رئيس الحكومة أوضح مراراً وتكراراً أن البناء والتخطيط في القدس سيستمران كالعادة، تماماً مثلما كان الوضع عليه في ظل الحكومات الإسرائيلية كلها خلال الـ 43 عاماً الفائتة، وأن أي تعهد إسرائيلي لم يتم تقديمه بشأن هذا الموضوع".

وأضافت المصادر المقربة من رئيس الحكومة أن إسرائيل تعهدت أمام الإدارة الأميركية بمناقشة كل القضايا الجوهرية المتعلقة بالحل النهائي خلال المحادثات غير المباشرة، وبالقيام بمبادرات وخطوات تهدف إلى بناء الثقة تجاه السلطة الفلسطينية. في المقابل، وكما ذكرت المصادر نفسها، فإن الولايات المتحدة قدّمت لإسرائيل ضمانات فحواها أنه لن يتم التوصل إلى حلول بشأن القضايا الجوهرية إلاّ بعد الانتقال إلى المحادثات المباشرة.

وقد أوضح مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، في محادثات جرت مع نظرائهم في السلطة الفلسطينية، أن الولايات المتحدة تعتقد أنه يتعين على الفلسطينيين الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في أقرب وقت ممكن. ووفقاً لمصدر سياسي رفيع المستوى في القدس، فإن الرسالة التي وجهتها الإدارة الأميركية إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كانت أن الإدارة الأميركية لن تقدم اقتراحات لتضييق الفجوات، أو خططاً سلمية، قبل الانتقال إلى المحادثات المباشرة.

وكان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد أعلن في مؤتمر صحافي عقب اللقاء بين محمود عباس والمبعوث الأميركي جورج ميتشل، أن المحادثات غير المباشرة ستتناول قضيتَي الحدود والترتيبات الأمنية خلال الأربعة أشهر التي خصصت لها. وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الصيغة هي عبارة عن حل وسط أميركي استجاب للمطلب الفلسطيني المتعلق ببدء المحادثات بقضية الحدود، وكذلك للمطلب الإسرائيلي المتعلق بمناقشة الترتيبات الأمنية أولاً. وإلى ذلك، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء يعترفون بأن هاتين القضيتين مرتبطتان إحداهما بالأخرى، وبأن أي اقتراح أو صيغة بشأن أي من القضيتين سيؤثران في حل القضية الأخرى.