· علينا الموافقة على الاقتراح الأميركي [تجميد البناء في المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر]، لا لأننا لا نملك خياراً آخر، وإنما لأن هذا الاقتراح يشمل ثلاث ميزات كبيرة، بالاضافة إلى الأرصدة الفعلية، والتعهدات بدعم إسرائيل على الساحة الدولية.
· إن الميزة الأولى، أي تعهد الولايات المتحدة بعدم المطالبة بتجميد آخر للبناء، معناه عملياً قبول الولايات المتحدة لأول مرة منذ 40 عاماً، البناء في المستوطنات. أما الميزة الثانية، فهي الموافقة على البناء في القدس الشرقية، والتي من الصعب أن يقبل بها العرب، الأمر الذي يعيدهم إلى مربع الرفض التقليدي. وأما الثالثة، فهي الإطار الزمني المحدود الذي سيفرض علينا أخيراً مواجهة أنفسنا ومواجهة العالم، والاعتراف بما نريده حقاً.
· من هنا، وعلى الرغم من كل الألم الذي ينطوي عليه تجميد الاستيطان، فإنه لا يجوز لنا الهرب من القرار الحاسم، الذي قد يتسبب بسقوط نتنياهو وحكومته، ويؤدي إلى انتخابات جديدة. إذ ليس في استطاعة أحد أن يفهم لماذا وافقنا على تجميد البناء مدة تسعة أشهر، والآن نرفضه لمدة ثلاثة أشهر (بعد أن بات من المؤكد أنها ستكون الأشهر الأخيرة للتجميد). لذا علينا أن نقول نعم، ببساطة وبوضوح للاقتراح الأميركي كما هو، مع إقرار آلية لتعويض المتضررين من التجميد كافة. وفي الأوضاع الراهنة، وحده الحمار لا يقبل الاقتراح الأميركي.
· صحيح أن نتنياهو تعهد أمام الشعب بألا يكون هناك تجميد جديد، لكن في الأوضاع الحالية لا خيار أمامنا. ذلك لأن ما هو ماثل أمامنا اليوم هو أمر أساسي أعظم شأناً هو النقاش بشأن جوهر التسوية.
· لقد حان وقت الحسم، ولا يجوز التهرب منه. وعلينا أن نحفظ طاقتنا لمناقشة ما هو أساسي، أي ضرورة عدم إخلاء مستوطنات، وكذلك التوصل إلى حل لا يفرض إخلاء أو تحريك أي فلسطيني أو إسرائيلي من مكانه. إن مثل هذا الحل أمر ممكن، لا بل هو عملي أكثر من أي اقتراح آخر. فما هو فلسطيني يبقى فلسطينياً، وما هو إسرائيلي يبقى إسرائيلياً. إن أي حل آخر سيؤدي إلى حائط مسدود، وسيكون بمثابة انتحار لإسرائيل.
· إنني أعارض الاقتراحات الخطرة التي قدمها دوري غولد، والتي طالب فيها بضمانات أميركية الآن للسيطرة العسكرية الإسرائيلية على غور الأردن، وكأن كل غايتنا هي السيطرة العسكرية، وأنه بات من الواضح أن المستوطنات ستُخلى، من دون أن نعرف ذلك. إن هذا الأمر تحديداً هو الذي سيؤدي إلى سقوط نتنياهو، أو إلى بقائه: فإذا وافق على إخلاء المستوطنات، فإنه لن يبقى في تقديري رئيساً للحكومة، لأنه سيخسر تأييد أغلبية الليكود وحزب "إسرائيل بيتنا"، وحزب شاس، والبيت اليهودي.
· من هنا، فالحل الممكن والوحيد هو وجود قوة دولية كبيرة (على ما يبدو وافق الفلسطينيون عليها بصورة مبدئية) تقوم بضمان سلامة المستوطنات كافة، وكل المدن الفلسطينية، والتنازل عن الوجود العسكري الإسرائيلي لا في غور الأردن فحسب، بل في كل يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أيضاً.