· تدل مواقف بنيامين نتنياهو، على أنه خلال زيارته للولايات المتحدة، أصبح مستعداً لتبني أحد قرارين استراتيجيين: الأول، أنه في مواجهة حملة نزع الشرعية التي تتعرض لها إسرائيل، سيقرر نتنياهو الذهاب بعيداً في مفاوضات السلام، كي يقنع العالم من جديد، بأنه على الرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمها إيهود باراك (2000)، وإيهود أولمرت (2009)، فإن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تكون شريكة في التسوية، وهي لا تسعى لإنهاء النزاع. ويتضمن هذا التوجه نوعاً من المخاطرة لأنه سيتطلب تقديم خرائط لتقسيم البلد وتنازلات جديدة. وستتناول المفاوضات أيضاً قضية الهوية اليهودية لإسرائيل، والتنازل عن حق العودة للاجئين، ومن المفترض إنجاز هذا كله في وقت واحد.
· أما القرار الثاني فهو، أنه نظراً إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة أمر ضروري لأمن إسرائيل ووجودها، ليس على المدى القريب فحسب، وفي مقابل مساعدات سياسية وعسكرية كبيرة، فإن نتنياهو سيكون مستعداً للاستجابة إلى الطلب الأميركي، ولتمديد تجميد البناء في المستوطنات.
· يبدو أن رئيس الحكومة اختار السبيل الصعب [تمديد تجميد البناء] الذي قد يؤدي إلى تفكيك الإئتلاف الحكومي خلال وقت قصير، لكن لا خيار أمامه غير المخاطرة. إن أي محاولة أميركية ـ فلسطينية لتحقيق ترسيم الحدود، ستجبر نتنياهو على عرض خريطته. وحتى لو اشتملت هذه الخريطة، في البداية، على ضم الخليل ومعاليه أدوميم وأريئيل ضمن حدود إسرائيل، في مقابل تبادل الأراضي فإنه كلما طرأت تغييرات على هذه الخريطة، سيبدأ اليمين بالتهديد بالاستقالة من الحكومة. وفعلاً، بدأ بذلك أوري أورباخ من حزب البيت اليهودي أمس.
· هناك مؤشرات كثيرة تدل على تزايد التوتر. فالكلام القاسي الذي وجهه، أمس، الوزير موشيه يعلون إلى رئيس الحكومة خلال جلسة وزراء الليكود ليس وليد لحظته، وإنما هو معد بصورة مسبقة، وقرأه يعلون من ورقة مكتوبة.
· لم يحضر بني بيغن الجلسة، لكن بعض الوزراء ذكر احتمال تقديمه استقالته. أما سيلفان شالوم فهاجم بشدة استعداد نتنياهو القيام بتجميد جديد للبناء. ومن المحتمل أن ينضم إلى أعضاء الكنيست تسيبي حوتوفلي، وداني دنون، وياريف ليفين، وربما زئيف إلكين (والوزير يولي إيدلشتاين)، الذين سيعقدون اليوم [الاثنين] جلسة طارئة، ويهدد عدد منهم بالتصويت ضد الميزانية.
· حتى يوم أمس، كان لدى نتنياهو أغلبية في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بنسبة 7 إلى 6 وزراء، في حين سيمتنع وزيرا حزب شاس من التصويت. لقد بدأت رياح الحرب (السياسية - اللفظية) تهب من الخارج، وتهدد بالتغلغل إلى مبنى الكنيست.