بروز دور تركيا أفضل للولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لمسؤولين أميركيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      يبدو أن المسؤولين في الولايات المتحدة عادوا، في الآونة الأخيرة، إلى الانشغال كثيراً بموضوع تقويم العلاقات الأميركية ـ التركية. وربما تكون حادثة قافلة السفن التي حاولت الوصول إلى غزة أحد العوامل المحفزة لهذا الانشغال، لكن العامل الأهم يبقى كامناً في الوساطة التركية ـ البرازيلية فيما يتعلق بإيران، وفي إقدام تركيا على التصويت ضد قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض حزمة ثالثة من العقوبات على إيران.

·      وقد نما إلى علمي، خلال زيارة قمت بها مؤخراً إلى الولايات المتحدة، أن كبار المسؤولين في واشنطن لم يتوقعوا أن تقوم تركيا بالتصويت ضد قرار مجلس الأمن الدولي المذكور.

·      مع ذلك، يمكن القول إن هناك كتلتين داخل الإدارة الأميركية فيما يتعلق بجوهر الموقف الذي يجب اتخاذه إزاء تركيا: الكتلة الأولى تعتقد أنه حان الوقت للتفكير في كيفية جباية ثمن من تركيا جراء مواقفها الأخيرة، على أن تلوّح أميركا بهذا الأمر من دون مبالغة كبيرة، بل بواسطة تمرير إشارة واضحة إلى [رئيس الوزراء التركي] رجب طيب أردوغان فحواها أن هناك حدوداً لصبر الولايات المتحدة.

·      أمّا الكتلة الثانية، فإن أفرادها يعتقدون أن المواقف التركية الأخيرة جيدة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل على حدّ سواء. ويوم الجمعة الفائت نشر باحثان أكاديميان في جامعة برينستون مقالاً في صحيفة "نيويورك تايمز" أكدا فيه أن تركيا تتحوّل بالتدريج، بفضل سياستها الجديدة، إلى دولة قائدة في الشرق الأوسط، وأنه على الرغم من هذه السياسة المتطرفة، فإنها بالنسبة إلى الولايات المتحدة، أفضل كثيراً من إيران.

·      من ناحية أخرى، يعتقد هذان الباحثان أن تركيا لا تقترب من إيران وإنما تحاول أن تحل محلها، وهذا يعني أنها تشكل تهديداً لنفوذها. وعلى ما يبدو، فإن كبار المسؤولين الأميركيين يقبلون هذه الفرضية، ويرونها مريحة أكثر للرئيس باراك أوباما، ولا تستلزم خوض مواجهة حادة مع تركيا في الوقت الحالي.