من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يستطيع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يسجل انتصاراً كبيراً لمصلحته، لأن قافلة السفن التركية حققت هدفها الرئيسي، على الرغم من عدم وصولها إلى غزة، وعلى الرغم من سقوط تسعة قتلى بين صفوف الركاب الأتراك الذين كانوا على متن السفينة "مرمرة".
· لقد كان الهدف الرئيسي لقافلة السفن هذه إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على "حماستان" في قطاع غزة. وفعلاً، فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية أعلن يوم أمس إنهاء الحصار المدني على غزة، الذي فرض قبل ثلاثة أعوام بالتزامن مع سيطرة حركة "حماس" على القطاع.
· أمّا العرّاب الثاني لموضوع رفع الحصار عن غزة فإنه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، وقد نشر البيت الأبيض أمس بياناً رحب فيه بالسياسة الإسرائيلية الجديدة إزاء غزة، لكنه حرص على توضيح أن "إسرائيل استجابت لدعوة كثيرين في الأسرة الدولية في هذا الشأن"، أي أنها بلغة أقل دبلوماسية خضعت للضغوط الدولية.
· يجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يفسر الآن لماذا لم يعلن تخفيف الحصار قبل بضعة أسابيع، وانتظر تورط إسرائيل في حادثة قافلة السفن. ولا شك في أن لدى نتنياهو تفسيراً، ويبدو أنه سيقدمه إلى "لجنة تيركل" [التي ستتقصى وقائع عملية السيطرة على قافلة السفن].
· إن فحوى التفسير الذي سيقدمه نتنياهو هو أنه كان دعا إلى تخفيف الحصار على غزة قبل انطلاق قافلة السفن. وقد صرّح، خلال إحدى الجلسات التي خصصت لمناقشة الموضوع، أنه يجب استبدال آلية الحصار المعتمدة، لأن منع إدخال بضائع مدنية لا يشكل ضغطاً على "حماس"، فضلاً عن أنه يؤدي إلى تأكل مصلحة إسرائيل الكامنة في منع عمليات تهريب الأسلحة وفي التحلي بالتفوّق الأخلاقي، كما أنه لا يساعد في دفع جهود الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"] غلعاد شاليط.
· إنما لا بُد من القول إن التوقيت هو أمر بالغ الأهمية. وعلى ما يبدو، فإن المؤسسة السياسية في إسرائيل لم تكن في عجلة من أمرها لتغيير السياسة المتعلقة بالحصار، ولم تكن تعتقد أن عملية السيطرة على قافلة السفن ستنتهي بمقتل تسعة أتراك. وقد أصبح واضحاً الآن أن قافلة السفن سرّعت تغيير السياسة. ويبدو نتنياهو الآن كمن يتخذ قراراته تحت وطأة الضغوط، وبعد أن يدفع ثمناً سياسياً.