اغتيال الجعبري خطأ استراتيجي وعلى إسرائيل التوصل إلى اتفاق مع أبو مازن بشأن الدولة الفلسطينية قبل فوات الأوان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إن الجولة الأخيرة من إطلاق الصواريخ  التي سبقت عملية "عمود السحاب" ضد غزة كانت أمراً لا يمكن القبول به. لكن على الرغم من ذلك، فإنني أعتقد أن اغتيال  الجعبري كان خطأ استراتيجياً، إذ كان في الإمكان التوصل إلى وقف إطلاق نار بشروط أفضل من تلك التي تحققت، ومن دون حرب. وما يمكن قوله إن إسرائيل بدلاً من تشجيع التوجهات البراغماتية في "حماس" أعطت الفرصة للعناصر المتطرفة في الحركة لتصدّر واجهة المنصة السياسية، ولأن تصبح الزعامة الوحيدة في القطاع.

·       لم يكن الجعبري داعية سلام، لكنه قبل أسابيع من اغتياله ظهر كأحد أبرز العناصر البراغماتية في "حماس"، وسبق أن عبّر أمام المصريين وفي أوساط داخلية مغلقة عن رغبته في التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل. لذا يمكن القول إن اغتياله كان بمثابة اغتيال للتيار البراغماتي في الحركة.

·       لقد عززت الحرب ضد غزة القوى المتطرفة في الضفة الغربية أيضاً، وزادت الضغط على أبو مازن كي يتصالح مع "حماس". ومما لا شك فيه أن التصالح بين "حماس" وفتح" في هذه المرحلة سيؤدي إلى تسريع سيطرة "حماس" على الضفة. وفي حال لم يستطع أبو مازن تحقيق إنجاز سياسي كبير في المستقبل القريب، فإن ذلك سيقضي بسرعة على الزعامة المعتدلة في "فتح" وإلى صعود القوى المتشددة في الضفة، الأمر الذي سيعرض التعاون الأمني بن إسرائيل والفلسطينيين للخطر.

·       تواجه اليوم كل من إسرائيل والزعامة الفلسطينية المعتدلة عدة تحديات استراتيجية، وهناك عدد من الخطوات التي يجب القيام بها الآن، من بينها أنه يجب على إسرائيل، التي انفصلت عن غزة منذ أعوام، قطع كل صلة لها بالقطاع بصورة مطلقة، وأن تبلّغ المسؤولين عن القطاع أن لديهم عامين كي يدبروا شؤونهم بأنفسهم، مثل مسألة التزود بالكهرباء والمياه والمواد الغذائية. كما ينبغي، بعد مرور عامين، إغلاق الحدود بين إسرائيل والقطاع إغلاقاً محكماً. وسيصبح بالتالي على الغزيين الذين يطالب زعماؤهم بالقضاء على إسرائيل التعامل مع مصر لا مع إسرائيل.

·       من جهة أخرى، يتعين على أبومازن، بدلا من التصالح مع "حماس"، العمل على تحويل الضفة إلى قاعدة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة . ويتعين عليه التوقف عن دفع رواتب 70,000 موظف من أهالي غزة، والذين هم في أغلبيتهم لا يعملون. كذلك يجب أن تتوقف السلطة عن دفع كلفة الكهرباء والمياه والصحة والاستشفاء عن غزة، وعلى "حماس" تحمل المسؤولية في هذا المجال. فالتوحيد بين الضفة الغربية والقطاع لا يجب أن يجري اليوم، وإنما في المستقبل وبعد التوصل إلى اتفاق سلام كامل بين إسرائيل وأبو مازن.

·       لذا يتعين على إسرائيل العمل على التوصل إلى السلام مع أبو مازن من أجل الدولة الفلسطينية، وذلك قبل فوات الأوان. ويجب أن يشدد اتفاق السلام على أن يكون القطاع جزءاً منه في حال قبلت السلطة السياسية في القطاع بشروطه، أمّا اذا رفضته فتبقى غزة منطقة مستقلة تحكمها "حماس"، ومنفصلة عن الضفة الغربية وعن إسرائيل. 

 

المزيد ضمن العدد 1559