من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن جميع الذين يتابعون حجم الكتلتين الأساسيتين، اليمين - الحرديدم والوسط – اليسار، من خلال استطلاعات الرأي يتناسون عدة حقائق ديموغرافية مهمة من شأنها أن تترك آثارها الحاسمة في حياتنا السياسية، ومنها:
· أولاً، علينا ألاّ ننسى أنه خلال العقد الأخير برز تراجع كبير في حجم المشاركة في انتخابات الكنيست. فحتى سنة 2003 كانت نسبة المشاركة في التصويت تصل إلى نحو 80٪، ولا تقل عن 75٪. لكن هذه النسبة انخفضت في المعارك الانتخابية الثلاث الأخيرة بنحو 15 نقطة لتصل إلى نحو 65٪، ومعنى ذلك أن هناك نحو 800,000 ناخب لا يدلون بأصواتهم مقارنة بالأعوام الماضية.
· ثانياً؛ تراجع نسبة مشاركة السكان العرب في الانتخابات. ففي انتخابات سنة 2009 صوت نحو 310,000 شخص من أصل 900,000 شخص يحق لهم التصويت، لمصلحة الأحزاب العربية. وتبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات وسط العرب نحو 53٪ وهي أقل من المعدل العام.
· وبالاستناد إلى استطلاع جديد للرأي، من المتوقع أن تبقى نسبة مشاركة العرب في التصويت على ما كانت عليه. وفي الواقع، لو أن نسبة مشاركة العرب واليهود في الانتخابات ارتفعت إلى 80٪، ولو أن العرب كلهم صوتوا إلى جانب الأحزاب العربية، لكان وصل إلى الكنيست المقبل 21 عضواً عربياً وليس 11 عضواً كما تتوقع استطلاعات الرأي.
· ثالثاً، يجب الانتباه إلى حجم الجمهور اليهودي - العلماني الذي يشكل المصدر الأساسي للأصوات التي ستحصل عليها كتلة الوسط - اليسار. فقد ذكرت في مقال سابق لي أن هذه الكتلة ستحصل على نحو 45 مقعداً. وتظهر الأرقام التي عرضها خبير الديموغرافيا إلياهو بن موشيه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي أن الجمهور العلماني يشكل نحو 41٪ من السكان اليهود، أي 2,5 مليون شخص، وما يوازي 45 مقعداً في الكنيست وسط الأحزاب اليهودية.
· وتشير التوقعات المستقبلية إلى أنه في سنة 2030 ستنخفض نسبة العلمانيين في إسرائيل لتصل إلى 35٪، ذلك بأن نسبة الولادات لدى المرأة العلمانية لا تتجاوز 1,5٪ (وهي نسبة شبيهة بتلك الموجودة في أوروبا)، في حين تبلغ هذه النسبة لدى النساء المتدينات ٪4,3 لتصل إلى ٪7,1 لدى النساء الحريديات. وفي حال استمرت أنماط التصويت الحالية مستقبلاً فإن كتلة اليسار - الوسط ستحظى بنحو 37 - 38 مقعداً في وقت ليس بعيداً.
· ومن أجل حصول اليسار على عدد أكبر من المقاعد في الكنيست عليه القيام بأمرين أساسيين، هما: العمل على رفع مشاركة العرب في التصويت بصورة كبيرة، وتغيير مواقف جزء من الجمهور اليهودي غير العلماني.
· لكن من المحتمل أن يزداد وضع اليسار سوءاً في حال هجرة الشباب العلماني من إسرائيل نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية.