· يصعب في الوقت الحالي التحرر من الشعور بأن العالم أصبح في الآونة الأخيرة يقف ضدنا بصورة غير مسبوقة. ولعل أبرز ما يدل على ذلك هو رد فعل هذا العالم، على الحرب الدفاعية التي خضناها ضد غزة، ومن أبرز مظاهره تقرير غولدستون، الذي تضمن اتهامات لا أساس لها من الصحة، ومحاولات المؤسسة الأكاديمية البريطانية فرض المقاطعة على المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية، فضلاً عن قيام الحكومة البريطانية نفسها بطرد مندوب الموساد لديها بعد اشتباهها في قيام هذا الجهاز بتزوير جوازات سفر أجنبية واستعمالها في عملية اغتيال شخص [المسؤول العسكري في "حماس" محمود المبحوح] كرّس حياته كلها لقتل الأبرياء.
· كذلك، فإن علاقاتنا مع تركيا تمر بأزمة عميقة، وعلاقاتنا الحميمة مع الولايات المتحدة آخذة في التلاشي، في حين أن مطلبنا كبح تزوّد إيران بأسلحة نووية يحظى بردة فعل فاترة من جانب العالم.
· وعلى ما يبدو، فإن ردة الفعل الإسرائيلية الشعبية التلقائية إزاء هذا الوضع هي مزيد من تأييد الحكومة، إلا إنها ردة فعل لا تعالج جذور المشكلة. وفي واقع الأمر، فإن العالم ليس ضدنا كما نتصور، وإنما من الأصح القول إننا ضد العالم. وقد حدث هذا كله لأن عيوننا تغض النظر عن حقيقة واضحة للغاية فحواها أن الفلسطينيين خاضعون، منذ أكثر من 43 عاماً، لاحتلالنا خلافاً لرغبتهم ورغبة العالم أجمع. وبدلاً من الاهتمام بإقامة مجتمع مفتوح وأخلاقي وديمقراطي، فإننا نبذل جهدنا كله في إقصاء أي أمل بالاتفاق مع جيراننا.
· ويمكن القول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد تسببت خلال أول عام من ولايتها بإحراق الرصيد الدولي كله الذي كان في حيازتنا. ومَن يفقد رصيده، لا بُد من أن يتدهور بسرعة.
· إن المسؤولية عن أوضاعنا في العالم لا تقع على عاتق المعادين للسامية، وإنما على عاتقنا نحن، ولا سيما على عاتق رئيس الحكومة [بنيامين نتنياهو]، الذي يبدو أنه معزول عمّا يحدث في العالم، ولا يعرف الوجهة التي يريد السير فيها. كما أن هذه المسؤولية تقع على عاتق وزير الدفاع [إيهود باراك]، الذي فقد منذ فترة طويلة أي صلة له بالواقع، وعلى عاتق وزير الخارجية [أفيغدور ليبرمان]، الذي كان تعيينه في هذا المنصب بمثابة تجاوز خط أحمر في نظر معظم دول العالم، وعلى عاتق طاقم الوزراء السبعة، الذي لا يفعل شيئاً لوقف هذا التدهور.