من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الوقت الذي كان رئيس الحكومة يحاول إقناع زعماء الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بصدق نيات إسرائيل في السعي لاتفاق مع الفلسطينيين، وقبل أن يُحسم مصير المفاوضات المجمدة مع الفلسطينيين، قامت كل من وزارة الداخلية، واللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس، بإعلان مخططات جديدة للبناء وراء الخط الأخضر تتضمن بناء نحو 1000 وحدة سكنية في هارحوما، و800 منزل في أريئيل، و32 منزلاً في بسغات زئيف، والحبل على الجرار.
· لم يكن الرد الأميركي، والتعبير عن الاستياء العميق، مفاجئين، لكن هذا لم يؤثر في وزارة الداخلية، ولا في زعماء أريئيل وبلدية القدس، الذين اعتبروا إعلان البناء ـ وليس فقط البناء بحد ذاته ـ هو الرد الملائم على الضغط الأميركي. وهكذا أظهرنا للجميع أن هناك حكومتين تحكمان البلد: واحدة تحاول إظهار استعدداها للعمل وفق خطوط تؤدي إلى المفاوضات وإلى الاتفاق، وأخرى تعمل على تدمير هذه الخطوط.
· وبما أنه سبق أن تعرض نتنياهو لمثل هذا الأمر في آذار/ مارس الماضي، عندما أعلنت وزارة الداخلية عن موافقتها على بناء 1600 وحدة سكنية في رامات شلومو، فإنه ليس في استطاعة رئيس الحكومة اليوم التلطي وراء حجة أنه لم يكن عارفاً بهذه الخطط، إذ إن الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة آنذاك، أدى إلى الاتفاق فيما بينهما على ألاّ تقوم إسرائيل من الآن وصاعداً بمفاجأة الإدارة الأميركية بخطط للبناء في المناطق [المحتلة]، وفي القدس الشرقية.
لكن يبدو أن إسرائيل لا تستطيع، أو لا ترغب في التقيد بهذا الاتفاق. إن التصادم المباشر والعلني مع الإدارة الأميركية والرأي العام الدولي لن يؤدي إلا إلى مكان وحيد: تصوير إسرائيل دولة رافضة للسلام، ولا يمكن الوثوق بها. وما دام رئيس الحكومة لم يعلن معارضته خطط البناء، ونيته وقفها على الأقل إلى أن يتم الاتفاق على المفاوضات مع الفلسطينيين، فإنه لن يقنع أحداً بأنه يرغب في السلام.