إسرائيل ستواجه صعوبات في تعاملها مع إدارة أوباما
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       بعد الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام مؤتمر الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية في نيوأورلينز، ستمارس عليه ضغوط من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، من أجل استئناف تجميد البناء في المستوطنات.

·       وفي اللقاءات التي أجريتُها في الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، علمتُ أن عدد اليهود الذين تخلوا عن المعسكر الديمقراطي كان أكبر من المتوقع، وأن عدداً كبيراً من هؤلاء فعل ذلك بسبب طريقة التعامل مع إسرائيل، أما الآخرون فأرادوا التعبير عن معارضتهم لسياسة أوباما الاقتصادية، بينما واصل يهود آخرون، أقل ارتباطاً بيهوديتهم، تأييدهم لأوباما. ويدرك السياسيون الديمقراطيون أن نسبة بارزة من كبار المتبرعين اليهود للحزب، هم من أشد المؤيدين لإسرائيل، ولأول مرة منذ أعوام كثيرة، يتخلى هؤلاء عن انتمائهم السياسي الذي يعود إلى أعوام طويلة.

·       وفي ظل التوقعات بأن تقوم الإدراة الأميركية بالضغط من أجل استئناف تجميد البناء [في مستوطنات الضفة الغربية]، علينا أن نشدد على أن وجود كونغرس مؤيد لإسرائيل بصورة واضحة هو رصيد هائل، لكن السياسة الخارجية يقررها البيت الأبيض، وقدرات الكونغرس على التأثير فيها محدودة. وهناك من يتوقع أن أوباما سيتجنب الدخول في مواجهة مع الكونغرس بشأن الموضوعات الاقتصادية، وأنه سيكثف نشاطه في المجال الخارجي محاولاً ترك بصماته هناك.

·       والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيغير أوباما سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أم سيواصل الضغط على إسرائيل، لكن بصورة أذكى من السابق؟ حتى الآن، لم يلمّح الرئيس الأميركي إلى أنه مستعد للتخلي عن الفرضية السياسية الأساسية القائلة إن على الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن إسرائيل، من أجل بناء الجسور مع العالم العربي.

·       هناك إذاً ما يدعو إلى القلق. ومن المنتظر أن تستمر إسرائيل في مواجهة صعوبات في تعاملها مع الإدارة الأميركية الحالية. والسؤال الآن هو إلى أي حد يمكن أن تساهم رغبة أوباما في إعادة انتخابه لولاية جديدة، في كبح توجهاته الأيديولوجية، ودفعه إلى التصرف بطريقة أكثر براغماتية؟

·       وتشير التوقعات في الولايات المتحدة إلى أن الأميركيين خلال اجتماعاتهم بنتنياهو سيزيدون في ضغوطهم عليه لحمله على تجميد البناء في المستوطنات من جديد، أما نتنياهو فسيحاول المحافظة على استقرار ائتلافه الحكومي غير الموحد والإشكالي، وفي الوقت نفسه، إحياء التسوية التي جرى التوصل إليها مع إدارة بوش، والتي بموجبها يُجمد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطاينة الكبرى فقط.

·       وفي جميع الأحوال، فسواء أفضت الأمور مع الأميركيين إلى تجدد المفاوضات أو لا، فإن المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين ستفشل من دون أدنى شك، ولا سيما في ضوء مطالبة عباس بأن تشكل مقترحات إيهود أولمرت (التي سبق أن رفضها عباس بشدة) نقطة الانطلاق لهذه المحادثات. وعندما يتضح أن فشل المفاوضات بات أمراً لا يمكن منعه، فإن من المحتمل أن يسعى أوباما لفرض حل بدعوة إسرائيل إلى الانسحاب إلى خطوط 1949، مع تبادل محدود للأراضي في المناطق التي تسكنها الأغلبية اليهودية. وقد لا يتدخل أوباما، لكنه ربما يعطي موافقته الضمنية للجنة الرباعية، ويطلب منها دعم طلب الفلسطينيين من مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن هذه الحدود.

·       إن العامل الإيجابي الوحيد في هذا الوضع الصعب الذي نواجهه هو عقلانية الجمهور الأميركي الذي لم يكن دعمه لإسرائيل واضحاً كما هو اليوم.