هاجم الرئيس الأميركي باراك أوباما، في سياق مؤتمر صحافي عقده أمس (الثلاثاء) في العاصمة الإندونيسية جاكارتا، قرار إسرائيل الاستمرار في أعمال البناء وراء الخط الأخضر مؤكدًا أن "أعمالاً من هذا القبيل تشكل حجر عثرة في طريق السلام ومن شأنها أن تسفر عن تقويض الثقة".
وسارعت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إلى الرد على هجوم أوباما، وادعت أن القرارات المتعلقة بأعمال البناء الجديدة في القدس [الشرقية] كانت اتخذت قبل 20 يومًا ولا تمت بأي صلة للزيارة الحالية التي يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بها للولايات المتحدة [المقصود قرار اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس أول من أمس (الاثنين) نشر مناقصة لبناء حي "هار حوما ج" في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية والذي يضم ألف وحدة سكنية، فضلاً عن إعلان اللجنة نفسها مصادقتها على بناء 300 وحدة سكنية أخرى في حي راموت، و 30 وحدة سكنية جديدة في حي بسغات زئيف، وكلاهما يقع في القدس الشرقية أيضاً].
وجاء في بيان رسمي أصدره ديوان رئيس الحكومة أمس (الثلاثاء): "إن القدس لا تُعتبر مستوطنة وإنما عاصمة إسرائيل، كما أن إسرائيل لم تتعهد قط بفرض أي قيود على أعمال البناء في القدس، بما في ذلك في أثناء الأشهر العشرة التي قامت خلالها بتعليق أعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]".
وأكد بيان ديوان رئيس الحكومة أن "إسرائيل لا ترى أن ثمة أي صلة بين عملية السلام وبين سياسة التخطيط والبناء في القدس، والتي لم تتغير منذ أربعين عاماً. كما أنه على مدار الأعوام الأربعين الفائتة قامت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأعمال بناء في أجزاء المدينة كلها، وخلال هذه الفترة تم توقيع اتفاقيتي سلام مع كل من مصر والأردن وجرت مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين على مدار 17 عاماً". ومضى البيان قائلاً: "إن الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن القدس هي خلافات معروفة ومستمرة منذ أربعين عامًا، وإننا نأمل بأن نتغلب عليها وأن نستمر في دفع المفاوضات السياسية قدماً".
ولم تتأخر ردة الفعل الأميركية على هذا البيان، إذ أكد الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي مساء أمس (الثلاثاء)، أنه يوجد بكل تأكيد صلة بين عملية السلام وبين ما يجري في القدس، فضلاً عن أن الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] يتحملان مسؤولية كبرى عن إيجاد أوضاع تتيح إمكان إجراء مفاوضات ناجحة.