من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إذا كانت إسرائيل تنوي مهاجمة إيران، فإن ما يتعين عليها فعله، خلال العام الذي يسبق هجوماً كهذا، هو القيام بالخطوات السياسية التالية: استعادة مكانتها في الحلبة الدولية كدولة ديمقراطية متنورة وساعية للسلام؛ توثيق عرى التحالف مع الولايات المتحدة وأوروبا؛ تعزيز شراكة المصالح مع كل من الصين وروسيا والهند؛ بذل جهود كبيرة لإنقاذ العلاقات المتدهورة مع تركيا؛ تسخين العلاقات الفاترة مع كل من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة؛ محاولة التوصل إلى سلام مع سورية وإلى ترتيب جديد مع الفلسطينيين؛ تشكيل ائتلاف حكومي واسع قدر الإمكان. كما يتعين عليها، داخلياً، إنشاء حكومة وحدة وطنية وهيئة طوارئ قومية، لضمان أن تكون السياسة الوطنية صحيحة ومدروسة على أفضل وجه.
· إذا لم تتخذ إسرائيل قراراً بمهاجمة إيران فإن هذه الأخيرة ستصبح، على ما يبدو، دولة نووية. ويتعين على إسرائيل، قبل أن تتحول إيران إلى دولة نووية، أن تقوم بالخطوات السياسية نفسها التي يجب القيام بها في حال اتخاذ القرار بمهاجمة إيران، بما في ذلك إنشاء حكومة وحدة وطنية وهيئة طوارئ قومية.
· غير أن إسرائيل لا تقوم، في الوقت الحالي، بهذه الخطوات التحضيرية المطلوبة. صحيح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية [بنيامين نتنياهو] يفهم إيران أكثر من أي زعيم إسرائيلي آخر، إلا إنه يرفض أن يفهم أن مسألة مواجهتها متعلقة أيضاً بكل من الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا والهند وتركيا ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وسورية وفلسطين، ومتعلقة كذلك بالحكومة والسلطة والمجتمع في إسرائيل. وبناء على ذلك، فإن موضوع إيران يستلزم تغيراً سياسياً وتصحيحاً داخلياً.
إن التحضيرات [العسكرية] لمواجهة إيران تجري في إطار سريّ للغاية، أمّا التحضيرات العلنية فإنها مثيرة للقلق جداً. والواقع البادي للعيان يدل على أن إسرائيل تتجه نحو مفترق الطرق المصيري [المتعلق بإيران] في ظل أوضاع سيئة على مستوى السياسة الحكومية والرأي العام. إن وضع إسرائيل الآن هو وضع دولة ترى الخطر الماثل أمامها ولا تتصرف وفقاً لما تراه.