· لا يحتاج المرء إلى أن يكون خبيراً بالشؤون الأمنية كي يدرك أن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة غير مرتبط بالأمن مطلقاً، وأنه في خاتمة المطاف، سينتهي بفضيحة مجلجلة.
· فمن المعروف أن هذا الحصار لم يسفر عن اندلاع عصيان مدني [في غزة] كما توقع المبادرون إليه. وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل فقدت، منذ فترة طويلة، القدرة على فرض نظام جديد في الشرق الأوسط، وحتى فيما يتعلق بالمناطق [المحتلة].
· فضلا عن ذلك، فإن هذا الحصار لم يعزز قوة حركة "فتح"، ولم يهز الأرض تحت قدمي سلطة "حماس"، بل العكس هو الصحيح. كذلك، فإنه لم يمنع عملية اختطاف [الجندي الإسرائيلي] غلعاد شاليط، ولم يساعد في الإفراج عنه. ولا ينطوي على أي فوائد تتعلق بالهدوء الأمني في الجنوب، ذلك بأن قرار وقف إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على مستوطنة سديروت وغيرها، كان قراراً اتخذته قيادة "حماس" في غزة.
· ولعل الأنكى من ذلك أن الحصار على غزة لم يحل دون شن عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية، ولم يجعل القتال خلالها سهلاً. وفي موازاة ذلك، فإنه لم يسفر عن عزلة "حماس"، وإنما جعل العالم الغربي يضيق ذرعاً بإسرائيل، وتسبّب بأحداث قافلة السفن، التي أسفرت عن نتائج مريرة وصعبة للغاية بالنسبة إلى إسرائيل.
· ما العمل إزاء هذا كله؟ يجب عدم التورط أكثر فأكثر، والمبادرة فوراً إلى تخفيف الحصار تمهيداً لرفعه كلياً. أما فيما يتعلق بشاليط، فإن على إسرائيل دفع الثمن المطلوب في مقابل الإفراج عنه.