رئيس أميركي ضعيف ليس أمراً جيداً لإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       إن اعتبار إدارة أوباما من الإدارات التي لم تحافظ على العلاقات الخاصة التي كانت بين البيت الأبيض في عهد بوش وبين القدس هو أمر صحيح. وصحيح أيضاً أن التوجه الساذج للرئيس الأميركي الحالي نحو الدول الإسلامية، ومحاولاته غير الناجحة إقامة حوار معها، قد فشلا، كما أنه صحيح أن ضغط الرئيس الأميركي على دولة إسرائيل في وقت معين كان مؤذياً للغاية، ولا سيما محاولته غير الناجحة الربط بين وقف البناء في المستوطنات وبدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.

·       إلاّ إن الحزب الديمقراطي تلقى صفعة قاسية تمثلت في خسارته للأغلبية في مجلس النواب، وفي الانخفاض الحاد في عدد المقاعد التي كانت له في مجلس الشيوخ. وقد رفع البعض في إسرائيل إشارة النصر بعد الانتخابات الأميركية، كأن فشل أوباما هو نجاح لإسرائيل.

·       بيد أن ما حدث يجب ألاّ يبعث على الغبطة في إسرائيل، ذلك بأنها بحاجة إلى رئيس أميركي قوي لا يخاف من استخدام حق الفيتو في الأمم المتحدة عندما تحتاج إسرائيل إلى ذلك [في حال جرى التصويت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة]، ويستطيع أن يمضي قدماً في العقوبات ضد إيران، ويكون قادراً، إذا ما فشلت العقوبات والجهود الدبلوماسية، كما هو منتظر، على اتخاذ القرار الصعب لمنع تحول إيران إلى دولة نووية، حتى لو عن طريق القوة.

·       ستبقى إسرائيل جزءاً من المعسكر الأميركي، ولذا، فإن من الأفضل لها أن يكون على رأس هذا المعسكر شخص قوي. إن جزءاً كبيراً من قوة إسرائيل يعود إلى إدراك العالم أن الولايات المتحدة تدعمها، أوعلى الأقل تضمن أمنها، وليس جيداً لإسرائيل أن تكون هذه الضمانات مستندة إلى رئيس ضعيف، كما أنه ليس من مصلحتها أن يظهر أن هناك خلافاً داخلياً أميركياً بشأن هذه الضمانات.

·       على إسرائيل ألاّ تبدو كما لو أنها تستغل ضعف الرئيس، أو تستغل الثغرة القائمة بين مجلسي الشيوخ والنواب وبين البيت الأبيض. إن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لإسرائيل هو تحولها إلى حليفة لحزب معين ومؤيده له، وأن يستخدمها هذا الحزب ورقة مقايضة ضد الحزب الآخر. لذا، عليها أن تبذل كل ما في وسعها كي تبقى مدعومة من الحزبين في آن واحد.

·       من هنا، فإن على إسرائيل ـ الرسمية وغير الرسمية ـ أن تكون حذرة، وألاّ تتصرف بطريقة مختلفة عن السابق على الرغم من نتائج الانتخابات، كما أن عليها المحافظة على مصالحها، بغض النظر عن الرئيس الذي يجلس في البيت الأبيض، وبغض النظر عما إذا كان مجلس النواب الأميركي ذا أغلبية ديمقراطية أو جمهورية، وما إذا كانت حكومة الرئيس الأميركي ما زالت تحظى بالأغلبية في مجلس الشيوخ.

على إسرائيل أن تتمسك بما هو مهم لها، وأن تتفاوض على ما هو أقل أهمية بالنسبة إليها، كما لو أن شيئاً لم يتغير في واشنطن. ويتعين عليها ألا تغير سياستها بسبب الانتخابات، كما يجب ألا يدفعها الاختلاف في الآراء في واشنطن، إلى الدخول طرفاً في اللعبة السياسية الداخلية الأميركية.