إسرائيل بحاجة إلى حزب العمل كما كان برئاسة رابين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       استغل رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أسبوع إحياء ذكرى اغتيال [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين كي يتبنّى فكرتين عارضهما رابين بكل حزم، وهما الانسحاب إلى حدود 1967 وتقسيم القدس. واستغل يوفال، نجل رابين، هذه الذكرى كي يلمح إلى أنه سيؤيد [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو، الذي كان والده يعتبره عدواً لدوداً. واستغلت مجموعة سياسيين من الحمائم في حزب العمل الذكرى نفسها كي تعلن أنها ستنضم إلى حزب ميرتس، الذي كان رابين متحفظاً منه.

·       إزاء ذلك كله يشعر المرء بأن إسرائيل تفتقر إلى شخص مثل رابين. فهو لم يكن القائد الذي توصل إلى اتفاق أوسلو [مع منظمة التحرير الفلسطينية] فحسب، بل كان أيضاً القائد الذي حاصر القدس في ربيع سنة 1948، ونفذ عملية الطرد من اللد في صيف تلك السنة نفسها، وهو بطل الانتصار الكبير في حزيران/ يونيو 1967، والذي دعا إلى تكسير عظام الفلسطينيين [في إبان الانتفاضة الأولى في سنة 1987]. لم يكن رابين عبقرياً ولا قديساً، بل كان من جيل الصابرا [من مواليد فلسطين] وتحمل المسؤولية المطلوبة عن مصير دولة إسرائيل كما ينبغي أن تكون.

·       لقد سبق رابين [رئيس الحكومة السابق] أريئيل شارون في فك شيفرة الوسط الإسرائيلي، كما أن حزب العمل، في ظل قيادته، حصل على تفويض عام من أجل تحقيق السلام، لأن الجمهور العريض آمن بأن السلام الذي سيتوصل إليه سيكون سلاماً مقروناً بالأمن. لم يعتقد رابين أن في الإمكان التوصل إلى اتفاق يضع حداً نهائياً للنزاع مع الفلسطينيين، لكنه كان يدرك مع ذلك أن الاحتلال مفسد وعديم الفائدة، وبحث عن طريق لإنهائه من خلال اتفاق موقت طويل الأمد.

·       لقد أثبت أسبوع إحياء ذكرى اغتيال رابين أن ليس هناك من يكمل طريقه. فالليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو وبيني بيغن، ليس مثل رابين، لأنه لن يفكك مستوطنات ولن يقسم البلد. وحزب كاديما برئاسة تسيبي ليفني ليس مثله لأنه يفتقر إلى الحزم. أمّا بالنسبة إلى حزب العمل برئاسة إيهود باراك فإن السؤال المطروح هو: هل ما زال مؤمناً بطريق رابين؟ قد يكون مؤمناً وقد لا يكون، لكن لا شك في أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى حزب العمل. ومن أجل أن يصبح حزباً مسؤولاً، كما كان رابين زعيماً مسؤولاً، يتعين على هذا الحزب أن يتجدد وينهض من كبوته.