إسرائيل بحاجة إلى سياسة أخرى كي تتخلص من الحصار الدولي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن الإخفاق الاستخباراتي والتخطيط الرديء لعملية السيطرة على سفينة "مرمرة" التركية أسفرا، بسرعة البرق، عن اندلاع أزمة جديدة في علاقات إسرائيل الخارجية، وعن تدهور مكانة إسرائيل في أوساط الرأي العام العالمي.

·      وفي إثر ذلك، فإن الأسرة الدولية تطالب بإجراء تحقيق في عملية السيطرة هذه، وتنتقد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على مليون ونصف مليون إنسان في غزة. كما أن بعض حكومات الدول الصديقة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، يطالب الحكومة الإسرائيلية برفع القيود المفروضة على نقل البضائع والمواد الخام الضرورية إلى سكان غزة.

·      غير أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سارع [في مواجهة ذلك] إلى إبراز ورقة الخطر الإيراني، وإلى التلويح بشعار "العالم كله ضدنا"، بدلاً من تحديد مصدر النيران التي تحرق منظومة علاقات إسرائيل الخارجية التي أقيمت بعد عناء كبير. وفي الوقت نفسه، فإنه يشوّه حملة النقد لسياسة حكومته، بواسطة تصويرها على أنها كراهية لشعب إسرائيل.

·      إن نتنياهو، مع وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، جعلا إسرائيل معزولة وخاضعة للحصار. وبينما حازت إسرائيل على رصيد دولي سخي، في إثر إعلان نتنياهو تبني حل الدولتين، فإن الخلافات المتعلقة بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية وأعمال البناء في القدس الشرقية أدت إلى تبديد هذا الرصيد كلياً. أمّا المفاوضات غير المباشرة [مع الفلسطينيين] فإنها ليست أكثر من وصفة لتكريس الجمود السياسي.

إن ما يتعين على نتنياهو فعله، إزاء هذا كله، هو تغيير المقاربة العدوانية التي تنتهجها حكومته. وفي هذا الإطار، فإن قيامه بإجراء تحقيق حقيقي بشأن حادثة السيطرة على سفينة "مرمرة"، وبرفع الحصار عن غزة، هما خطوتان ضروريتان إلا إنهما ليستا كافيتين، ذلك بأن إسرائيل بحاجة، على وجه السرعة، إلى سياسة أخرى تخلصها من الحصار الدولي، ومن الكارثة الاستراتيجية المحدقة بها جرّاء هذا.