على إسرائيل التحلي بالصبر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن الحادث الذي وقع الأسبوع الفائت قرب الشواطئ الإسرائيلية هو حلقة في الحرب الطويلة التي نخوضها ضد "الإرهاب" العالمي. ولا شك في أن الهزيمة في هذه الحرب ستكون، في نهاية الأمر، من نصيب "الإرهابيين"، على الرغم من حملة العلاقات العامة التي يقومون بها، وعلى الرغم من قيام كثيرين من الناس السُذّج في العالم بمنح هؤلاء "الإرهابيين" تأييدهم، معتقدين أن الحديث يدور على مقاتلين من أجل الحرية.

·      ما حدث هو أن إسرائيل وقعت في الفخ الذي نصبه لها منظمو قافلة السفن "الإنسانية" إلى غزة، الذين كانوا مصرين على مواجهة الجيش الإسرائيلي وتحقيق انتصار عليه. ولو لم يتصرف جنود الوحدة البحرية الإسرائيلية كما تصرفوا، ولو امتنعوا من استعمال سلاحهم ضد المهاجمين، لكان تعيّن علينا أن نشيعهم إلى مثواهم الأخير في المقابر العسكرية.

·      في موازاة ذلك، فإن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مستمر في تصعيد هجومه على إسرائيل، ويبدو أنه أصبح الآن شريراً حقيقياً يقف إلى جانب [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد. وإزاء ذلك، لا بُد من طرح السؤال عن الأسباب التي حدت برئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، إلى تكليف أردوغان بالوساطة بين إسرائيل وسورية.

·      ثمة أشخاص في أوساط عرب إسرائيل يؤيدون أعداءنا ويبذلون كل ما في وسعهم لمسّ العلاقات بين اليهود والعرب في الدولة، إلا إن هؤلاء لا يمثلون أغلبية المواطنين العرب الإسرائيليين. ولم يكن مفاجئاً رؤية الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، على متن السفينة التركية، بينما كان من الأجدر أن يكون في غياهب السجن.

أمّا الإسرائيليون الذين يتملكهم الفزع الشديد جرّاء موجة النقد الموجهة إلى إسرائيل، وكذلك الإسرائيليون الذين يلقون المسؤولية عن هذا الوضع على عاتق الحكومة الإسرائيلية بدلاً من شرح مشكلة دولة إسرائيل الكامنة في أن "حماس" التي تسيطر على غزة هي حليف إيران وحزب الله، فلا بُد من مخاطبتهم بالقول: تحلّوا بالصبر، فإن ذلك كله سيذهب أدراج الرياح.