حذر الأميركيون إسرائيل من أن تأجيل اتخاذ قرار إسرائيلي بشأن تشكيل لجنة للتحقيق في وقائع السيطرة على قافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة سيؤدي إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإلى صدور إدانة حادة لإسرائيل. وجاء أيضاً في رسالة البيت الأبيض التي نقلت إلى القدس أن الولايات المتحدة لن تتمكن هذه المرة من منع صدور الإدانة. كما حذرت الرسالة من أنه في حال عدم اتخاذ قرار بشأن تشكيل لجنة تحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن الأتراك ينوون التوجه إلى مجلس الأمن والمطالبة بعقد اجتماع فوري وإصدار إدانة، وربما حتى باتخاذ قرار بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية أخرى.
وقال مصدر في واشنطن تحدث مع المسؤولين في البيت الأبيض: "كلما استمرت إسرائيل في المماطلة فإنها تجلب على نفسها مزيداً من الضغوط". وأضاف أن البيت الأبيض ينتظر قيام إسرائيل بدعوة مراقب أميركي إلى المشاركة في اللجنة.
وقد عقد طاقم الوزراء السبعة أمس جلسة مطولة ناقش فيها قضية تشكيل لجنة تحقيق، لكن بعد ساعات من المناقشات، انفضت الجلسة من دون اتخاذ قرار في هذا الشأن. ومن المرجح أن يجتمع الطاقم مرة أخرى هذا اليوم لمناقشة الموضوع.
إن الافتراض السائد هو أن لجنة التحقيق التي ستحظى بالموافقة ستكون من نمط لجان التحقيق الإسرائيلية التي سيدعى إليها "مراقب دولي أو أكثر"، وليس لجنة تحقيق دولية. والسؤال المطروح هو ما إذا كانت اللجنة ستحقق مع الجنود والمراتب العسكرية الدنيا التي كان لها ضلع في عملية السيطرة على قافلة السفن.
وقد أعلن وزير الدفاع إيهود باراك أول أمس تأييده تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية يدعى إليها مراقب دولي، ويبدو أن هذا هو الإمكان الذي يفضله قسم من الوزراء. ومع ذلك، فإنه من المعروف أن الوزراء إيلي يشاي، وموشيه يعلون، وبنيامين بيغن، وإيهود باراك، يعارضون أن تقوم لجنة التحقيق بالتحقيق مع الجنود، وأنهم لن يصادقوا على لجنة كهذه.
وفي نهاية الأسبوع تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورفض اقتراحه الداعي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية برئاسة رئيس الوزراء النيوزلندي الأسبق، مع نائبين تركي وإسرائيلي.
وقد دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أيضاً نتنياهو أمس إلى الموافقة على تشكيل لجنة تحقيق دولية.