· لا تقوم الشرطة الإسرائيلية كل يوم بهدم مسجد في الوسط العربي ولدى التجمعات البدوية على وجه التحديد، ولذا فإن قرار هدم المسجد في مدينة رهط البدوية [في النقب]، والذي تم تنفيذه فجر أمس (الأحد)، اتخذ خلال مداولات جرت في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باشتراك وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش. وقد صدر القرار القاضي بتنفيذ عملية الهدم بعد ساعتين من قيام رئيس الحكومة بالتوجه إلى الولايات المتحدة [للمشاركة في مؤتمر الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية].
· ولا يعتبر المسجد الذي تم هدمه في رهط المسجد الوحيد الذي بُني بصورة غير قانونية في الوسط العربي كله، فضلاً عن أن هناك آلاف المباني العامة والخاصة التي بُنيت بصورة غير قانونية في هذا الوسط. إلاّ إن ما يميّز هذا المسجد هو أن مَن قام ببنائه هو الحركة الإسلامية ـ الجناح الشمالي التي يتزعمها الشيخ رائد صلاح، والتي تقوم بدور خطر للغاية فيما يتعلق بتوتير العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل، بواسطة دعوتها إلى الانعزال والتعصب الديني، وبقيامها بتأجيج التحريض القومي. وليس من المبالغة القول إن بناء المسجد في رهط كان من أجل تحدي سلطة القانون في إسرائيل.
بطبيعة الحال فإنه يمكن تفسير هدم المسجد في رهط على خلفية سياسية، ذلك بأن وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش هو من قادة حزب "إسرائيل بيتنا" [اليميني المتطرف الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان]، ولا شك في أن هذا الحزب سيثمن عاليًا إقدامه على خطوة كهذه، لكن سواء أكان هذا التفسير صحيحًا أم خطأ فإنه لا يغيّر من حقيقة كون الحركة الإسلامية الشمالية عدوًا خطرًا جدًا للعرب واليهود في إسرائيل، وإنه لا بُد من كبحها.