لمصلحة من اقترع اليهود في الولايات المتحدة؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       قبل الانتهاء من تعداد الأصوات في صناديق الاقتراع، بدأ البحث عن إجابة عن السؤال التالي: إلى جانب من صوّت اليهود؟ هناك من يقول إنهم صوتوا كالعادة إلى جانب الديمقراطيين، وثمة من يشير إلى أنهم صوتوا إلى جانب الديمقراطيين لكن بأعداد أقل من المألوف. وهناك جواب آخر يقول أن الأصوات التي منحوها للديمقراطيين في سنة 2010، كانت أقل من الأصوات التي منحوها لأوباما في سنة 2008. وثمة جواب آخر يشير إلى أنه كلما انغمس اليهود في يهوديتهم، فإنهم يصوتون أكثر لمصلحة اليمين.

·       إن عدد اليهود القليل يجعل من الصعب تحديد توجهاتهم عبر الاستفتاءات العامة التي تجري للسكان، ومن هنا، فإن الأرقام الوحيدة المتوفرة هي تلك التي قدمتها منظمتان: منظمة الجي ستريت، وهي منظمة مسالمة من مصلحتها أن تبرهن أن اليهود صوتوا إلى جانب الديمقراطيين، وأنهم يؤيدون سياسية أوباما في الشرق الأوسط؛ ولذا من غير المستغرب أن يؤكد الاستفتاء الذي قامت به المنظمة هذين الأمرين. إلى جانب هذه المنظمة هناك "الائتلاف اليهودي الجمهوري"، وهو منظمة ترغب في إظهار تراجع أعداد اليهود الذين صوتوا إلى جانب الديمقراطيين، فضلاً عن الارتفاع في تصويت اليهود إلى جانب الجمهوريين. ولقد نجح هذا التكتل في تأكيد صحة موقفه عبر الاستفتاء الذي أجراه.

·       في الحقيقة ليس المهم معرفة إلى جانب من صوتت أغلبية اليهود، لذلك بأن عدد أفرادها الضئيل لا يستطيع أن يحدث تغييرات كبيرة، وإنما المهم هو لمن صوّت اليهود الأثرياء، والمتبرعون الكبار، وإلى أين ذهب المال. فأكثر ما يخشاه الديمقراطيون ليس خسارة الأغلبية اليهودية فحسب، بل التراجع في تبرعات أحد أهم القطاعات الاقتصادية بالنسبة إليهم. وإذا كان من المهم بالنسبة إلى الجمهوريين انتقال 10% من تأييد اليهود إلى معسكر اليمين، فإنه من المهم بالنسبة إلى الديمقراطيين جذب تبرعات اليهود الأثرياء إلى حزبهم.

·       إن إسرائيل تشكل أداة من أدوات هذه اللعبة السياسية، لكن دورها يصبح مهماً عندما يكون هناك سباق محموم كالذي دار في ولاية بنسلفانيا بين المرشح الديمقراطي جو سيستاك، والمرشح الجمهوري بات تومي الذي استطاع الفوز بفارق بضعة عشرات الآلاف من الأصوات من أصل أربعة ملايين صوت. فإذا كان المرشح الديمقراطي خسر عشرة آلاف صوت من أصوات اليهود بسبب إسرائيل، أو خسر عشرة آلاف من أصوات غير اليهود بسبب اتهام اليهود له بتأييد الإرهاب، فإن هذا يشكل رقماً مهماً.

لا يمكننا معرفة من خلال تعداد أصوات اليهود، أو عبر الدفق المباشر للأموال، ما إذا كان المرشح الديمقراطي في بنسلفانيا قد ربح أو خسر نتيجة وقوف منظمة الجي ستريت إلى جانبه. وإنما السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: هل إن الثمن غير المباشر لهذا التأييد الذي حصل عليه منها، وتضيع الوقت والموارد، يبرران النتيجة؟