رئيس الموساد عقد لقاءات سرية في واشنطن قبل تدمير المفاعل النووي السوري سنة 2007
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

يعكف إليوت أبرامز، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي الأميركي في إبان ولاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، هذه الأيام، على إنجاز كتاب يتضمن ذكرياته عن تلك الفترة في البيت الأبيض. ومن جملة ما يكشف عنه في هذا الكتاب الذي من المتوقع أن يصدر قريبًا، أن المداولات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن المفاعل النووي في سورية [الذي جرى تدميره في سنة 2007] بدأت بواسطة لقاءات سرية عقدها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير دغان مع مسؤولين كبار في إدارة بوش. وقد جرت هذه اللقاءات قبل المحادثة بين [رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق] إيهود أولمرت والرئيس الأميركي السابق، والتي طلب خلالها أولمرت من بوش أن يقوم هذا الأخير بتدمير المفاعل النووي المذكور.

ويشير أبرامز إلى أن أولمرت طلب من بوش أن يلتقي دغان، غير أن الرئيس الأميركي السابق لم يلتقيه، وإنما أوعز إلى كل من أبرامز وستيف هادلي (مستشار الأمن القومي الأميركي في ذلك الوقت) بلقائه، وكان هذا اللقاء كما يؤكد أبرامز "بداية سلسلة من المشاورات والتعاون السري فيما بيننا بشأن المفاعل النووي السوري".

ويقول أبرامز إنه "عقب اكتشاف إسرائيل وجود المفاعل النووي السوري، تحدث أولمرت وبوش فيما بينهما بضع مرات، كما أنه تمت دراسة الخيارات كلها العسكرية والدبلوماسية والسرية". وأضاف أن "بوش قرر في نهاية المطاف اتباع المسار الدبلوماسي، لكنه عندما اتصل بأولمرت لتبليغه هذا القرار أجابه هذا الأخير بأنه لا يوافق عليه وأنه يجب تدمير المفاعل النووي".

هذا، وقامت وكالة "رويترز" للأنباء في نهاية الأسبوع الفائت بنشر تفصيلات أخرى من كتاب مذكرات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي سيصدر غدًا (الثلاثاء)، والذي يؤكد فيه أن إسرائيل هي التي دمرت المفاعل النووي السوري في سنة 2007، وأن "أولمرت لم يطلب ضوءًا أخضر" [من الولايات المتحدة] للقيام بهذا الهجوم كما أنه [بوش] "لم يمنح أولمرت ضوءًا أخضر كهذا"، مضيفًا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق "أقدم على فعل شيء كان يعتقد أنه صحيح للحفاظ على أمن إسرائيل". وكال بوش المديح لإسرائيل على قيامها بهذه العملية مؤكدًا "أن تنفيذ عملية الهجوم هذه أعادت إليّ جزءًا من الثقة بقدرات الجيش الإسرائيلي، والتي كنت فقدتها عقب النتائج الكئيبة لحرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]".