كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير نشرته أمس، أن صحافيَّين معروفين من جنوب إفريقيا نشرا مقابلة أجرياها سنة 1979 مع أشيل رودي، الذي شغل منصب وزير الإعلام في حكومة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، وكان مسؤولاً عن إقامة العلاقات العسكرية مع إسرائيل، اعترف فيها بأنه نقل كبسولة نووية في حقيبته الخاصة، أثناء عودته جواً من تل أبيب إلى بلده. وذكر الصحافيان أنهما لم يكونا قادرين آنذاك على الكشف عن هذه المعلومة بسبب الرقابة، وخوفاً على حياة الوزير السابق.
وكان الوزير المذكور دأب في أواسط السبعينيات على القيام بزيارات دورية لإسرائيل، وكان يرافقه أحياناً في زياراته المسؤول آنذاك عن الاستخبارات في جنوب إفريقيا، هاندريك فون دان بيرغ. وتحدث رودي عن اجتماعات أجراها مع الإسرائيليين، وجرى خلالها الاتفاق على تكليفه نقل مواد نووية إلى جنوب إفريقيا.
وذكر التقرير الذي نشرته "الغارديان" أمس، أن المواد النووية التي نقلها رودي كانت معدّة لصنع أنواع معينة من القنابل النووية، وأن إسرائيل قامت بتزويد جنوب إفريقيا بـ 30 كيلوغراماً من التريتيوم (tritium) في أواسط السبعينيات.
وخلال تلك المقابلة، كشف رودي، الذي توفي في سنة 1993، أنه كان الرجل الأساسي في اللقاءات التي جرت مع وزير الدفاع آنذاك شمعون بيرس، وأن هذا الأخير بعث إليه في سنة 1974 برسالة يثني فيها على الدور الذي قام به من أجل توطيد التعاون بين جنوب إفريقيا وإسرائيل.