· يمكن القول إن إقدام رئيس الهستدروت [اتحاد النقابات العامة] عوفر عيني أمس (الأربعاء) على وصف رئيس حزب العمل إيهود باراك [وزير الدفاع الإسرائيلي] بأنه "أهبل" يعكس مشاعر الاستخفاف وعدم الاحترام التي يكنها لباراك حتى أقرب المقربين منه، ذلك بأن عيني كان الشخص الذي وقف وراء عودة باراك إلى تسلم منصب رئيس حزب العمل، ووراء انخراطه في حكومة بنيامين نتنياهو.
· من ناحية أخرى فإن التصريحات الصادرة عن وزير الصناعة والتجارة والتشغيل بنيامين بن إليعيزر أمس (الأربعاء)، بالتزامن مع تصريحات عيني، تشكل تعبيراً عن سقوط آخر الأركان التي كان باراك يعتمد عليها. ولعل ما تجدر الإشارة إليه هو أن بن إليعيزر كان يتكلم في أثناء اجتماع لأنصاره اشترك فيه نحو 600 شخص، الأمر الذي يدل على وجود تعطش كبير في صفوف حزب العمل لاجتماعات من هذا القبيل، كما أن مجموعة كبيرة من المشتركين في هذا الاجتماع كانت لأشخاص من الحزب يعملون في مجالَي التنظيم والإدارة.
· لا شك في أن ما يحدث في حزب العمل في الآونة الأخيرة هو بمثابة زلزال، وقد قام بن إليعيزر بخلط الأوراق كلها وطرح جدول أعمال جديد في صلبه عملية ترميم الحزب. بناء على ذلك فإنه إذا كان الوزيران أفيشاي برافرمان ويتسحاق هيرتسوغ يتطلعان إلى تقريب موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب كي يتنافسا بشأن هذا المنصب، فإن بن إليعيزر جاء ليؤكد أن الانتخابات التمهيدية ربما تكون آخر ما يحتاج حزب العمل إليه في الوقت الحالي.
ويدرك كل عضو في حزب العمل أنه من دون تأييد بن إليعيزر فإنه لا يمكن تحديد موعد آخر للانتخابات التمهيدية غير الموعد المحدد وفقاً لدستور الحزب [وهو قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة بعام واحد، أي في سنة 2012]. صحيح أن خطوة بن إليعيزر ستجعل باراك يكسب مزيداً من الوقت، لكن في الوقت نفسه لا يجوز تجاهل مشاعر الاستخفاف التي بات كبار القادة في الحزب يبدونها تجاهه.