من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كتب لي أحدهم في الفترة الأخيرة: "ألا ترى أن الفاشية تتقدم؟" المشكلة أن الفاشية تتقدم منذ 33 عاماً، فمنذ انقلاب 17 أيار/ مايو 1977 [السنة التي هزم فيها الليكود حزب العمل] ونحن نسمع أن الفاشية تتقدم بخطوات كبيرة. واليوم، وبعد مرور عشرات الأعوام "من التقدم نحو الفاشية"، تبدو إسرائيل دولة أكثر ديمقراطية وحرية عما كانت عليه في سنة 1977، إذ بات من السهل اليوم وصف إسرائيل بالدولة الفاشية.
· كل الدلائل التي تشير إلى تقدم الفاشية كانت موجودة في إسرائيل منذ 1977، إذ لم يغب يوماً الخطاب القومجي الحاد. ولطالما تعرض منتقدو النظام الى حملات تشهير قاسية، وصدر عن الحكام كلام قاس، ولي فقط ممن ينتمون إلى اليمين. وقد وصف مناحيم بيغن المتظاهرين من حركة "السلام الآن" بـ "أنهم يفتقرون إلى النضج"، ووصف إسحق شمير، المستشار القضائي للحكومة بأنه "مصاص الدماء"، وأقاله (الأمر الذي لم يعد مسموحاً الآن)، كذلك تحدث بنيامين نتنياهو خلال ولايته الأولى عن اليسار والنخب بكلام يحرص اليوم على ألاّ يصدر عنه، وتوقف عن تسمية منظمة حقوق الإنسان بـ"منظمة حقوق حماس"، كما كان يقول إسحق رابين.
كلنا يعرف أن الوضع تغير اليوم بصورة مأساوية عما كان عليه في سنة 1977: فاليوم هناك عدد أكبر من المستوطنات، وليس هذا أمراً ثانوياً لأن مصير الدولة معلّق عليها. إن هدف الخريطة الحالية للمستوطنات منع أي تقسيم للبلد بين شعبين. وفي حال تحقق ذلك، فإن إسرائيل ستزول في النهاية، ولن يبقى هناك دولة ديمقراطية إسرائيلية، ولا ديمقراطية غير إسرائيلية.