من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· منذ عشرات الأعوام والرأي العام في إسرائيل، في معظمه، غارق في حالة من الغرور المغلفة بحجج فارغة وبغرور القوة. وبناء على ذلك، فإنه لا يتوقف عن الادعاء أن في إمكاننا مواجهة الولايات المتحدة، والردّ على تهديدات مجلس الأمن، وعلى إدانة أوروبا وشجب روسيا، فضلاً عن الاستمرار في التعامل باستعلاء واستخفاف مع العرب. لكن من ناحية أخرى، فإننا لا نزال نتوسل مساعدة أمم العالم بصورة عجيبة، ولذا، فإن الحملات الدعائية تصبح بديلاً من السياسة العامة المنهجية.
· إن ما حدث، خلال الأيام القليلة الفائتة، هو أننا حولنا إلى دراما تاريخية خطيرة مجرد قيام سفينة تركية محملة بمجموعة من الأغبياء كانت تحاول الوصول إلى غزة، ونظرنا إليها كما لو أنها حاملة طائرات. ولا شك في أن التعامل مع هذا الحدث يعكس طريقة تفكير إسرائيلية رسمية ترى أن أي قضية أمنية هي "تهديد مصيري"، وأن عملية بناء بيت في المستوطنات هي "قضية استراتيجية".
· وفي موازاة ذلك، يرى أصحاب طريقة التفكير هذه أننا نملك الحلول كلها، ونعرف ما الذي يتعين علينا القيام به.
· إن سياسة إسرائيل الخارجية والأمنية تفتقر، في الوقت الحالي، إلى التوازن والثبات والعقل السليم. إن الذعر والغرور ليسا من صفات السياسة الخارجية الجيدة، إلا إنهما تسيطران على المؤسسة السياسية الإسرائيلية، وإلا كيف يمكن تفسير القرارات التي أقدمت هذه المؤسسة على اتخاذها فيما يتعلق بقافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة؟
· ما يمكن قوله هو أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية تغاضت، وبصورة عمياء مطلقة، عن "التداعيات السياسية الخطرة" لعملية السيطرة على السفن، ومتسببة بذلك بمسّ مكانة إسرائيل الدولية.
· ولعل أهم نتيجة سياسية لقافلة السفن هذه تتمثل في تعزيز الادعاء الفلسطيني بشأن ضرورة تدويل حل النزاع. ويجري هذا كله بعد مرور أكثر من عام على تأليف حكومة إسرائيلية جديدة، وعلى انعدام عملية سياسية، فضلاً عن تراجع الصلة الحميمة بين هذه الحكومة وبين الإدارة الأميركية. وبات من المؤكد، من الآن فصاعداً، أن قدرة إسرائيل على ممارسة الضغوط فيما يتعلق بموضوع إيران ستنخفض، وذلك في موازاة ازدياد المحفزات لدى إدارة باراك أوباما لطرح خطة سياسية. ولم يكن من قبيل المصادفة أن أوباما هو الذي فضل عدم قيام [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو بزيارة واشنطن هذا الأسبوع.