· تدل الإشارات كلها في الآونة الأخيرة على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيقدم على تمديد تجميد أعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وفي حال قرّر ذلك فمن الأفضل أن يتم الأمر قبل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لأن من شأن خطوة كهذه أن تعتبر مبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأميركي باراك أوباما.
· وعلى ما يبدو فإن نتنياهو أصبح متأكداً من أن [وزير الخارجية] أفيغدور ليبرمان لن يستقيل من الحكومة حتى في حال تمديد تجميد البناء الاستيطاني ثلاثة أشهر أخرى. مع ذلك، فإن مصادر مطلعة في المؤسسة السياسية الإسرائيلية تؤكد أن ليبرمان غير راض كثيراً عن حكومة نتنياهو. ويعود جزء كبير من ذلك إلى شكّه في أن رئيس الحكومة يعمل من وراء ظهره، ويجري محادثات لم يُكشف النقاب عن مضمونها مع رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة حزب كاديما]، تهدف إلى ضمها إلى الحكومة. لكن في الوقت نفسه فإن المقربين من وزير الخارجية يؤكدون أنه حتى لو كان هناك رغبة لدى كل من نتنياهو وليفني في عقد تحالف بينهما، إلاّ إن كليهما غير قادر على تحقيق هذه الرغبة، ذلك بأن الأمر يتطلب إعادة النظر في الاتفاقات الائتلافية القائمة واعتماد خطوط عمل أساسية جديدة للحكومة تشمل الاتفاق على البرنامج السياسي. كما يؤكد هؤلاء المقربون أن ليبرمان لا يعتقد أن ثمة انتخابات عامة قريبة في الأفق.
وبالنسبة إلى حزب كاديما، فإن رئيسة كتلته في الكنيست عضو الكنيست داليا إيتسيك تؤكد أنه في حال قيام نتنياهو بالتوجه إلى الحزب طالباً مساعدته فإنه سيحظى بمثل هذه المساعدة على الفور. وتضيف إيتسيك: إن ما نصادفه في الوقت الحالي هو بمثابة مأساة، ذلك بأن نتنياهو يعتبر رئيس حكومة قوياً ولا يتعرّض لأي مخاطر تتهدد زعامته داخل حزبه وحكومته، لكن يبدو كأنه غير قادر على التحرر من خوفه من ليبرمان ومن اليمين الإسرائيلي بصورة عامة. وبناء على ذلك، فإن ما يجب تأكيده هو ما يلي: حتى إذا كان نتنياهو جاداً في قوله إنه ينوي التوصل إلى اتفاق سلام [مع الفلسطينيين] فإن أحداً لن يصدقه، وذلك بأنه لا يمكنه أن يفعل أي شيء مع الائتلاف الحكومي القائم. ولذا يجب تحريره من مخاوفه وإقناعه بأن لديه فرصة أخيرة لتشكيل ائتلاف يساعده. صحيح أنه لا يجوز أن ينشأ وضع لا تكون فيه معارضة قوية، لكن في نهاية الأمر هناك سلم أولويات يتعلق بالدولة كلها.