· إن الأمر الصواب الذي علينا القيام به هو استئناف المفاوضات. فإذا كانت نيات الطرفين صادقة، فهما سيسعيان للتوصل إلى اتفاق مرحلي يسبق الاتفاق الدائم. لكن من الواضح أن لا بديل من التفاوض.
· ولنفترض، كما يزعم الفلسطينيون، أن مطالبة بنيامين نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي تعوق التقدم نحو الهدف السياسي، فإن إصرار الفلسطينيين على عدم وضع حجر واحد على سطح بيت في [مستوطنتَي] أفرات وعوفرا، هو بمثابة وضع فيتو على المفاوضات نفسها، لأن البناء [ في المستوطنات] قليل، ولأن وزير الدفاع يتهرب من توقيع المستندات المطلوبة من أجل استئناف حركة البناء.
· وبدلاً من التحاور في شأن أسس المفاوضات، يقوم أبو مازن وسلام فياض بفتح مسار جديد عبر التوجه بصورة أحادية إلى المؤسسات الدولية طالبين منها الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة من دون الاتفاق على ذلك مع إسرائيل. إن مثل هذا التهديد سيثير حفيظة إسرائيل، ولن يفيد بشيء سوى أنه سيظهر رغبة الفلسطينيين في خلق وقائع على الأرض، معتمدين في ذلك على دعم العديد من الدول، لكن من دون إشراك إسرائيل في الاتفاق الذي يسعون وراءه. وقد يحظى هذا التكتيك الجديد الذي يستخدمه أبو مازن بتأييد عدد من الحكومات التي تعتبرها إسرائيل مهمة.
· سيؤدي كل هذا إلى تكبيل أيدي إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً. ويعتقد أبو مازن أنه حصل على تعهدات أميركية بأن إدارة الرئيس أوباما ستقف إلى جانبه، فور الانتهاء من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الأسبوع المقبل. ومن المحتمل أن يدفع ذلك قوى من أحزاب الوسط إلى التوجه نحو اليمين واليسار، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بمشكلة بالنسبة إلى إسرائيل، التي من الواضح أنها لا يمكنها التسليم بتطور كهذا.
إن التوجه الأحادي لأبو مازن نحو الحصول على الاعتراف الدولي بفلسطين المستقلة من دون موافقة إسرائيل، يجب أن يلقى الرد الصحيح من وزارة الخارجية في القدس في المستقبل القريب. من المحتمل ألا تحصل إسرائيل على ثمن موازٍ كامل في مقابل الفوائد التي سيحصل الفلسطينيون عليها. لكن يجب أن تتمسك بمبدأ عدم إعطاء شيء مجاناً، وحتى لو لم تحصل على ثمن التنازلات بالكامل، عليها ألا تتنازل بصورة مجانية.