قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان خاص، صدر عن ديوانه مساء أمس الخميس، إنه يتوقع من الفلسطينيين "التزام تعهداتهم فيما يتعلق بإجراء مفاوضات مباشرة جدية، ومن دون شروط مسبقة". وحذّرهم من أن "أي محاولة من طرفهم للالتفاف على المفاوضات المباشرة، مثل التوجه إلى الهيئات الدولية، لن تدفع عملية السلام الحقيقية قدماً". وأشار إلى أن "السلام الثابت والمضمون للشعبين يمكن إحرازه من خلال المفاوضات المباشرة فقط، وأنا آمل بأن نعود قريباً إلى هذا المسار بالقوة الكاملة".

ومساء أمس (الخميس)، التقى نتنياهو السيناتور الأميركي جو ليبرمان، وخلال اللقاء أطلق تصريحات مماثلة قال فيها: "إننا نرغب من خلال المفاوضات المباشرة والجادة [مع الفلسطينيين] في أن نتقدم نحو اتفاق إطار مع السلطة الفلسطينية، وبموازاة ذلك نرغب في أن نحقق تسوية سلمية إقليمية أوسع نطاقاً مع دول أخرى في العالم العربي، لكن من أجل القيام بذلك كله لا بد من التغلب على العقبة الحالية التي يضعها الفلسطينيون".

وجاءت أقوال نتنياهو هذه رداً على تصريحات أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس (الخميس)، في ختام اللقاء الذي عقده مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أكد فيها أنه على الرغم من المشكلات القائمة في الوقت الحالي فإن المفاوضات المباشرة [مع إسرائيل] تبقى المسار المفضل من ناحيته، لكن شرط تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات. غير أن عباس أضاف أن مع ذلك ثمة خيارات أخرى، مثل قيام الفلسطينيين بإعلان إقامة الدولة الفلسطينية من جانب واحد، والعمل من أجل الحصول على اعتراف مؤسسات الأمم المتحدة بهذه الخطوة.

هذا، وتزداد يوماً بعد يوم التقديرات لدى المؤسسة السياسية الإسرائيلية التي ترى أن نتنياهو سيقدم على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية] فترة أخرى، وأن ثمة احتمالات كبيرة بأن يحسم هذا الأمر قبل 2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل [موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي]. كذلك فإن رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أعرب مؤخراً، خلال أحاديث مغلقة، عن توقعاته أن يوافق نتنياهو على تمديد تجميد البناء الاستيطاني.