علمت صحيفة "معاريف" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض طلباً وجهه إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عبر كل من الولايات المتحدة وفرنسا، وفحواه التراجع عن المبادرة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والرامية إلى الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في هذه المنظمة الدولية، وذلك في مقابل موافقة إسرائيل على استئناف المفاوضات [مع الفلسطينيين] بعد الانتخابات العامة المقبلة [التي ستجري في 22 كانون الثاني 2013].
وتم نقل هذا الطلب إلى فرنسا بواسطة المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة، الذي عقد لهذا الغرض اجتماعاً مع جان بول أرتيز، المستشار السياسي لدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. كما نقل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل طلباً مماثلا إلى عباس في أثناء الاجتماع الذي عقد بين الاثنين في برن [سويسرا].
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نتنياهو لمح إلى هذا الأمر حلال الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وذلك حين قال: "إذا كان محمود عباس جاداً فعلاً، وينوي أن يدفع السلام [مع إسرائيل] قدماً، يمكن استئناف المفاوضات بين الجانبين فوراً".
على صعيد آخر، أكد مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس أمس (الأربعاء) أن المصادقة التي ستتم على المبادرة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة [اليوم الخميس] ستكون مصادقة رمزية، ذلك بأن عباس لا يسيطر منذ أن أصبح قطاع غزة خاضعاً لسلطة حركة "حماس" [في حزيران/ يونيو 2007] على نصف الدولة التي يطالب بمنح مكانة دولة غير عضو لها في هذه المنظمة الدولية.
وأضاف هذا المصدر أن الهدف من هذه المبادرة هو صرف الأنظار عن الفشل الذريع الذي منيت به السلطة الفلسطينية في معالجة القضايا الداخلية للشعب الفلسطيني. وشدّد المصدر نفسه على أنه غداة المصادقة على المبادرة الفلسطينية سيتأكد الفلسطينيون من أنه لم يتغير أي شيء بالنسبة إليهم من الناحية الميدانية العملية.