· لا شك في أن العالم يتغير كثيراً من عام إلى آخر، غير أن إسرائيليين كثيرين لا يرون هذا التغيير مطلقاً. إن التغيير الأهم يتعلق بالعالم الإسلامي، ولا سيما الراديكالي، والذي أخذت قوته العددية والسياسية والدولية والاقتصادية في الازدياد بصورة مذهلة، مما اضطر العالم كله، بما في ذلك العالم المتنور، إلى أخذه في الاعتبار. وعلى ما يبدو، فإن عملية تحوّل إيران إلى دولة نووية هي نموذج واحد للتغيرات الجارية في العالم خلال الأعوام القليلة الفائتة، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في أعداد المسلمين في دول أوروبا كلها.
· إن أوروبا التي لا تزال تحمل على عاتقها وطأة المحرقة النازية، لا يمكنها الآن تجاهل جماهير المسلمين التي تغرق دولها كلها. وفي موازاة ذلك، فإن هناك تغيرات بعيدة المدى في الولايات المتحدة أيضاً، ولا شك في أن العالم، في معظمه، يرى أن [الرئيس الأميركي] باراك أوباما ورفاقه في البيت الأبيض أصبحوا يقللون من أهمية إسرائيل، ولذا، فإنه بدأ يتصرف بموجب هذه الرؤية وبما يتلاءم مع مصالحه.
· ويمكن القول إن ارتفاع مكانة العالم الإسلامي دولياً، واختيار الولايات المتحدة طريقاً مغايرة وجديدة في ما يتعلق بتعاملها مع إسرائيل، وتقلّص الفجوة التكنولوجية بين الجيوش والمنظومات الأمنية، أمور كلها تؤدي إلى جعل إسرائيل تواجه حياة صعبة للغاية في غضون الأعوام القليلة المقبلة. وفي ضوء ذلك كله، فإنه يتعين على أشخاص كثيرين في إسرائيل أن يغيّروا نهج تفكيرهم أيضاً.