على إسرائيل تكريس الانقسام الفلسطيني
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       أقدمت إسرائيل، خلال الأعوام الـ 17 الفائتة، على خطوتين خطرتين للغاية أسفرتا عن ازدياد أوضاعها الأمنية سوءاً: أولاً، اتفاق أوسلو الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية؛ ثانياً، خطة الانفصال [عن قطاع غزة]، والتي نجم عنها قيام الفلسطينيين بإطلاق الصواريخ على سديروت والمستوطنات المحاذية للقطاع.

·       وكان اليسار في إسرائيل هو الذي دفع هاتين الخطوتين قدماً. فالفرضية التي وقفت وراء اتفاق أوسلو كانت أن [رئيس السلطة الفلسطينية السابق] ياسر عرفات يرغب في السلام ومستعد للاعتراف بإسرائيل، أمّا الفرضية التي وقفت وراء خطة الانفصال فهي أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، فإنه لن يكون لدى الغزيين أسباب وجيهة لمهاجمة إسرائيل. وقد مُنيت هاتان الفرضيتان بالفشل الذريـع.

·       ومع ذلك، فإن ما بات واضحاً الآن هو أن اليسار نجح في تخليص إسرائيل من فخّ ديموغرافي رهيب، ذلك بأنه لولا اتفاق أوسلو لكنّا لا نزال مسؤولين حتى الآن عن سلامة أربعة ملايين فلسطيني وعن أمنهم ورفاهيتهم، بل حتى عن حقوقهم الديمقراطية. وفي موازاة ذلك، فإن الفلسطينيين، وبسبب عنفهم الإجرامي، خسروا السيادة التي كنا على استعداد لمنحهم إياهـا. بناء على ذلك يمكن القول إننا نجحنا في التخلص من الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه في منع احتمال تشكيلهم خطراً على أمننا القومي، سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد الديموغرافي.

 

·       أمّا خطة الانفصال فأدت إلى حدوث انقسام فلسطيني بين "فتح لاند" في الضفة الغربية وبين "حماستان" في قطاع غزة، وهو انقسام ما كان ليحدث لولا انفصالنا عن غزة. إن الأمر المؤكد هو أن هذا الانقسام سيبقى على حاله، إلا إذا اتسمنا بالغباء وساعدنا في إنهائه، بواسطة احتلال غزة مثلاً لتقديمها هدية إلى [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس. وفي ضوء ذلك، فإن ما يتعين على إسرائيل فعله هو تكريس هذا الانقسام وعدم التجاوب مع أي دعوات تنطلق من داخلها وتطالب باحتلال غزة كلها مرة أخرى.