· يمكننا أن نرى في المعارك التي دارت في غزة، مقدمة أو نموذجاً مصغراً لما ينتظر الجيش الإسرائيلي عندما ينهار اتفاق وقف إطلاق النار [بين إسرائيل و"حماس"]. غير أن هذه المعارك لا تدل على انتهاء التهدئة بين الطرفين، التي بدأت في شهر حزيران/ يونيو الفائت.
· لقد اكتشف جهاز الأمن العام أن "حماس" تقوم بحفر نفق يؤدي إلى إسرائيل. وتبين أن قطر النفق يتراوح ما بين متر ونصف متر ومترين، بحيث يمكن نقل أشخاص وكميات كبيرة من السلاح عبره. وعلى ما يبدو، فقد كان هدف "حماس"، من وراء حفر النفق، هو القيام بعمليات اختطاف جنود إسرائيليين، لاعتقادها أن "الرصيد" الذي في حيازتها، وهو الجندي الأسير غلعاد شاليط، غير كاف من أجل أن تجبي من إسرائيل الثمن الذي ترغب فيه.
· لقد سبقت عملية الدخول إلى غزة معضلة نجمت عن طرح السؤال التالي: هل يجوز أن ندخل إلى غزة من أجل تدمير النفق، حتى لو كان ذلك مرهوناً بتهديد استمرار التهدئة؟ هذه المعضلة لا تختلف عن تخبطات أخرى تواجهها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ فترة طويلة، وذلك في ضوء استمرار "حماس" في القيام بخطوات تهدف إلى زيادة قوتها العسكرية. وقد ساهم التقدير أن "حماس" ستمتص الضربة ولن تفجر التهدئة تماماً، لأن لديها مصلحة فيها أيضاً، في اتخاذ القرار بشأن القيام بعملية تدمير النفق. وفي واقع الأمر، فإن ردة فعل "حماس"، والتي تمثلت في إطلاق صواريخ وصلت حتى مدينة عسقلان، كانت معتدلة نسبياً ومتوقعة. وهناك احتمال كبير في أن تستمر التهدئة حتى المعركة المقبلة.
· تبقى المشكلة هي أن النفق الذي دمره الجيش الإسرائيلي، هو طرف بسيط من "مدينة الأنفاق" التي أقامتها "حماس" في ظل التهدئة، في أنحاء قطاع غزة كلها، استعداداً لاستئناف القتال [مع إسرائيل] في المستقبل.