أوباما لن يمارس ضغوطاً على إسرائيل خلال الأشهر المقبلة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

سيكون أمام إسرائيل مهلة نصف عام تقريباً، قبل أن تخوض مواجهة مع سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما. هذا التقدير أعرب عنه مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس ليلة أمس، عقب تقويم أولي للوضع أجري بعد الانتخابات التاريخية في الولايات المتحدة. وتتوقع القدس أن يغير أوباما سياسة بلده تجاه الشرق الأوسط، في اتجاه قد يلحق الضرر بإسرائيل.



لقد استُقبل انتخاب أوباما بالترحيب من جانب القيادة السياسية الإسرائيلية. والتقدير السائد هو أن أوباما يفهم شبكة العلاقات العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل فهماً جيداً، ويعتبرها شريكاً استراتيجياً في الشرق الأوسط. ومع ذلك، وبحسب تقديرات جرى التوصل إليها عقب سلسلة من المناقشات عقدت في القدس، فإننا سنسمع نغمات جديدة من الإدارة الجديدة، وخصوصاً فيما يتعلق بإيران وسورية.



وصباح أمس، عقدت مناقشة بشأن هذا الموضوع في وزارة الخارجية في القدس، ومناقشتان مماثلتان في ديوان رئيس الحكومة ومكتب وزير الدفاع. وكان الهدف من سلسلة المناقشات هذه طرح بعض الأفكار استعداداً للتغيّر في الإدارة الأميركية المتوقع في 20 كانون الثاني/ يناير 2009. وفي هذه المرحلة لم يتم التوصل إلى استنتاجات قاطعة.



ومع ذلك، أوضح مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس أن من المتوقع أن تُحدث إدارة أوباما تغييرات في المقاربة الأميركية التي عرفناها خلال ثمانية أعوام من إدارة بوش. وهكذا، في الموضوع الإيراني مثلاً، من المتوقع أن يجري أوباما حواراً أوسع مع إيران في محاولة لمنعها من التجهز بسلاح نووي. وقال المصدر: "بينما كانوا يتحدثون، في عهد إدارة بوش، عن فتح مكتب لتمثيل المصالح في طهران، فإنهم الآن سيتحدثون عن حوار أوسع نطاقاً. يمكن لإسرائيل أن تنظر إلى هذا الأمر بقلق، لكن يمكن أن نعتبر ذلك أيضاً فرصة لتغيير سيؤدي إلى وقف عملية تحول إيران إلى دولة نووية. وفي جميع الأحوال، لن يكون أوباما على استعداد للقبول بأن تمتلك إيران قدرة نووية عسكرية".



وفيما يتعلق بسورية، قال المصدر: "من المتوقع أن تتّبع الولايات المتحدة، في هذا الموضوع، المقاربة نفسها. بعبارة أخرى، ستمنح إدارة أوباما السوريين فرصة للخروج من محور الشر، من خلال إجراء حوار مباشر معها. ومن المحتمل أن يكون أوباما على استعداد لتوفير مظلة للمحادثات مع إسرائيل، كما يطالب بذلك الرئيس الأسد. فمن جهة، يشكل هذا الأمر تغييراً في المقاربة، مقارنة بإدارة بوش، ومن جهة أخرى، سيضطر السوريون، ولأول مرة، إلى أن يقدموا إجابات واضحة بشأن ما إذا كانوا سيتركون محور الشر أم لا".



وفيما يتعلق بحركة "حماس"، لا تتوقع أوساط القدس تغييراً فعلياً في المقاربة الأميركية، بل أن تحافظ الإدارة الجديدة على سياسة سابقتها، أي عدم التحدث مع "حماس" حتى توافق على شروط اللجنة الرباعية الدولية. وهنا أيضاً، تؤكد الأوساط أن هذا الأمر مجرد تقدير، ويجب دراسته في سياق التطورات.



وأضاف المصدر: "أمام إسرائيل ما يكفي من الوقت للتعامل مع التغيير الذي سيطرأ على سياسة الإدارة الجديدة. وترى التقديرات أن لدى أوباما الآن مشكلات أكبر، كالاقتصاد مثلاً. وفي جميع الأحوال، سينشغل أوباما بتشكيل إدارته وبمشكلات ملحة، وسينتظر حتى الانتهاء من الانتخابات في إسرائيل. وفقط عندما يتسلم رئاسة الحكومة هنا رئيس جديد، خلال آذار/ مارس، سيتعين علينا أن ندرس التغييرات ودلالاتها".