· يبدو أن موضوع [الجندي الإسرائيلي] غلعاد شاليط، الأسير لدى "حماس" منذ نحو أربعة أعوام، لم يعد "قضية" تشغل أياً من المسؤولين الإسرائيليين، ذلك بأن معالجة هذا الموضوع تتطلب، أولاً وقبل أي شيء، قبول صفقة معروفة وواضحة تسفر عن إطلاق نحو ألف أسير فلسطيني، جزء منهم أسرى "أيديهم ملطخة بالدم اليهودي".
· ولا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يشعر بأن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ قرارات في هذا الشأن يمكن أن تثير حنق اليمين الإسرائيلي عليه، فضلاً عن أنه يعتقد، كما يبدو، أنه يتولى مهمات منصبه لا من أجل اتخاذ قرارات حاسمة وصعبة من هذا القبيل، وإنما من أجل البقاء فيه قدر الإمكان. من ناحية أخرى، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، مشغول كثيراً بالحفاظ على منصبه رئيساً لحزب العمل الآخذ في الاندثار.
· وللعلم، فإن إسرائيل كانت على وشك توقيع صفقة تبادل أسرى قبل بضعة أشهر بثمن باهظ ومؤلم، لكنها تراجعت في آخر لحظة. ومع ذلك، فإن الأمر المؤكد هو أن الثمن سيبقى كما هو حتى بعد بضعة أعوام، وهذا في حال بقاء شاليط في قيد الحياة.
· بناء على ذلك، فإن ما يتعين على الجمهور الإسرائيلي العريض إدراكه هو أنه في ظل انعدام قيادة إسرائيلية قادرة على اتخاذ قرار حاسم، لا بُد من إطلاق حملة شعبية من أجل إعادة شاليط إلى عائلته، وذلك بواسطة ممارسة ضغوط كبيرة ومستمرة على كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع.