يجب التركيز على المسار السوري لأنه أقل تعقيداً من الفلسطيني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       في واقع الأمر، فإنه خلال الأعوام الثمانية لولاية جورج بوش في رئاسة الولايات المتحدة، استمرت عملية خروج إسرائيل البطيئة من المناطق [المحتلة]، وعملية تسليم العرب بوجودها. وقد حدث هذا على الرغم من اندلاع حربين، هما الانتفاضة الثانية وحرب لبنان الثانية، أسفرتا عن وقوع آلاف القتلى، وعلى الرغم من أن السلطة الفلسطينية انهارت، كما أن إسرائيل غرقت في خضم أزمة قيادة.

·       إن الحقائق التي تثبت هاتين العمليتين هي ما يلي: انسحاب إسرائيل من غزة وتفكيك 25 مستوطنة [خطة الانفصال]؛ إقامة دولة مصغرة في غزة بقيادة "حماس" تثبت أن في إمكان الفلسطينيين أن يتولوا زمام سلطتهم حتى تحت وطأة أوضاع حصار قاسية؛ قيام الجامعة العربية بإقرار مبادرة السلام مرتين، والتي تعرض على إسرائيل علاقات طبيعية واندماجاً في المنطقة في حالة انسحابها من المناطق [المحتلة] ومشاركتها في حل مشكلة اللاجئين؛ قيام إسرائيل باستئناف المفاوضات مع سورية والفلسطينيين من النقطة التي توقفت عندها. إن مقترحات [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] إيهود باراك و[الرئيس الأميركي السابق] بيل كلينتون بشأن تقسيم البلد قد بُعثت حية، بعد أن بدا أنها أصبحت نسياً منسياً.

·       إن تأثير بوش في هذه العمليات كلها كان ثانوياً، باستثناء تأييده خطة الانفصال، ومساهمته (غير المقصودة) في فوز "حماس" في الانتخابات الفلسطينية. غير أنه في مقابل هذا أوشكت إيران، خلال ولايته الرئاسية، أن تملك قدرة نووية، وأصبح حزب الله خطراً استراتيجياً، وزرعت غزة "الإرهاب" من حولها إلى أن وافقت على وقف إطلاق النار.

·       لا شك في أن النيات الحسنة و"بذل مئة بالمئة من الجهد" لا يكفيان لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ إن الفجوات عميقة جداً بين الطرفين. لذا من الأفضل أن يتم التركيز على سورية في الوقت الحالي، ذلك بأن المسار السوري أقل تعقيداً من المسار الفلسطيني. لكن المشكلة في المسار السوري كامنة في أن الوضع القائم فيه مريح للطرفين ـ مريح لإسرائيل التي ترغب في أن تبقى في الجولان، ومريح لسورية التي تخشى حدوث تغييرات داخلية. بناء على ذلك، فإنه يمكن لإدارة أميركية نشطة تقود هذه العملية وتعززها بواسطة ترتيبات أمنية ومساعدات اقتصادية، أن تخترق الجمود.