إسرائيل تتخوف من اتباع أوباما سياسة أكثر ليونة تجاه طهران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تشعر إسرائيل بالقلق إزاء ما قد تجلبه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية من تغيير في سياسة واشنطن تجاه إيران. ولا تتوقع القدس تغييرات كبيرة في سياسة الولايات المتحدة تجاه معظم القضايا ذات الصلة بإسرائيل، بغض النظر عن الشخص الذي سينتخب. أما فيما يتعلق بإيران، فإن إسرائيل تتخوف من أن يتبع باراك أوباما خطاً أكثر ليونة من ذلك الذي اتبعته الإدارة المنتهية ولايتها. وخلال الحملة الانتخابية، قال أوباما مراراً وتكراراً إنه إذا انتُخب فسيبدأ حواراً مع النظام الإيراني.



وتتخوف إسرائيل أيضاً من أن يستغل الرئيس جورج بوش الشهرين المتبقيين من ولايته لفتح مكتب لرعاية المصالح في طهران. وخلال الأسابيع القليلة الفائتة أرسلت إسرائيل، على أعلى المستويات، رسائل إلى واشنطن عبرت فيها عن اعتراضها على اقتراح فتح مكتب لرعاية المصالح.



وقد بدأت إسرائيل اتصالات بالفريق الذي يعمل مع أوباما بخصوص المسألة الإيرانية في أثناء الحملة الانتخابية. ووفقاً لمصادر حكومية رفيعة المستوى، فإن الشاغل الرئيسي هو أن يبدأ أوباما حواراً مع إيران من دون شروط مسبقة. وتسعى إسرائيل لضمان حماية مصالحها في أي حوار يتم بين الولايات المتحدة وإيران.



ومع ذلك، يميل تقويم أعدته وزارة الخارجية بشأن مستقبل العلاقات الإسرائيلية - الأميركية بعد الانتخابات، إلى التفاؤل. وجاء في هذا التقويم الذي عُرض خلال مؤتمر عقد برعاية وزارة الخارجية قبل بضعة أسابيع: "أياً يكن الرئيس المنتخب فمن غير المتوقع أن يُحدث تغييرات مهمة فيما يتعلق بإسرائيل". كما لاحظت الوثيقة أن إسرائيل لديها "شبكة أمان" تشمل الكونغرس وبعض الأجهزة التنفيذية الصديقة، الأمر الذي سيساعد على إحداث توازن في حال قيام الرئيس بخطوة إشكالية.



وفي كل الأحوال، أشارت الوثيقة إلى أن إسرائيل لن تكون على رأس قائمة أولويات السياسة الخارجية للرئيس الجديد، ذلك بأن الاهتمام الرئيسي للرئيس الذي سيُنتخَب سيكون العراق، وأفغانستان، وأزمة العلاقات بروسيا. ومع ذلك ترى الوثيقة أن من المحتمل أن يعين الرئيس مبعوثاً لعملية السلام في الشرق الأوسط، وفي هذه الحالة فإن السؤال الرئيسي هو: أي المسارين ستعطيه واشنطن الأولوية ـ المفاوضات مع سورية أم المفاوضات مع الفلسطينيين؟.