علمت صحيفة "معاريف" أن مصر بلّغت إسرائيل أنها سترد بشكل صارم في حال إقدام هذه الأخيرة على شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، وفي الوقت نفسه أكدت مصر أنها تبذل كل ما في وسعها من أجل التوصل إلى تهدئة، وأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت كي تعالج ما يحدث في القطاع، ولذا يتعين على إسرائيل أن تتحلى بضبط النفس.
وجاء هذا الموقف المصري رداً على قيام إسرائيل بتمرير رسالة إلى القاهرة فحواها أنها ستشن عملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع في حال عدم توقف عمليات إطلاق الصواريخ على مستوطنات المنطقة الجنوبية ومدنها، وفي حال فشل الوساطة المصرية في التوصل إلى تهدئة.
وتعرضت مستوطنات المنطقة الجنوبية ومدنها طوال يوم أمس (الاثنين) لإطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، وسقط صاروخان من طراز غراد في بلدة نتيفوت، الأمر الذي تسبب بحالات هلع كثيرة في صفوف السكان، وإلحاق أضرار مادية بعدد من البيوت وأحد المصانع.
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد ظهر أمس (الاثنين) في مدينة أشكلون [جنوب إسرائيل] اجتماعاً مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى إسرائيل أكد خلاله أن حكومته لن تبقى مكتوفة اليدين إزاء استمرار إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على المنطقة الجنوبية، وشدد على أن من حق إسرائيل بل من واجبها أن تدافع عن مواطنيها.
وأشار نتنياهو إلى أن هناك مليون مواطن إسرائيلي عاشوا في الأيام القليلة الفائتة تحت وطأة واقع اضطروا فيه إلى التوجه إلى الملاجئ كل 15- 30 ثانية كي يتجنبوا الإصابة بصواريخ أطلقها "إرهابيون" على مدنيين في الوقت الذي كانوا يختبئون فيه وراء سكان مدنيين.
وخاطب رئيس الحكومة السفراء الأجانب قائلاً: "لا أعرف ما إذا كانت حكوماتكم مستعدة للتسليم بمثل هذا الواقع، لكنني غير مستعد للتسليم به."
من ناحية أخرى، زار وزير الدفاع إيهود باراك قبل ظهر أمس (الاثنين) عدداً من جنود الجيش الإسرائيلي الذين يتلقون العلاج في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع بعد إصابتهم يوم السبت الفائت بجروح جراء إطلاق قذيفة مضادة للدبابات باتجاه سيارة جيب عسكرية بالقرب من السياج الحدودي بين إسرائيل والقطاع. وأكد باراك في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام، خلال الزيارة، أن الجيش الإسرائيلي عمل ويواصل العمل بكل ما يملك من قوة ضد حركة "حماس" وذلك بغية إعادة الهدوء إلى المنطقة الجنوبية، واستعادة عنصر الردع، وأشار إلى أن "حماس" تكبدت خسائر بشرية فادحة نتيجة وطأة النشاط العسكري المتواصل الذي قامت به قوات الجيش على مدار الأشهر القليلة الفائتة.
وفي وقت لاحق عقد وزير الدفاع اجتماعاً أمنياً لتقدير الموقف في المنطقة الجنوبية اشترك فيه رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، وكبار قادة الجيش الإسرائيلي.
كذلك زار وزير التربية والتعليم [ليكود] جدعون ساعر أمس (الاثنين) بلدة نتيفوت في المنطقة الجنوبية التي تعرضت لإطلاق عدد من الصواريخ وتسبب سقوط بعضها بحالات هلع كثيرة في صفوف السكان. وأكد ساعر، في أثناء الزيارة، أن إسرائيل باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى من شن عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة بغية وقف الاعتداءات المنطلقة منه، مضيفاً أن إسرائيل بدأت باتخاذ الاستعدادات اللازمة لذلك على المستويين السياسي والعسكري، إذ قام رئيس الحكومة نتنياهو بإطلاع السفراء الأجانب على الأسباب التي تدفع الحكومة للقيام بمثل هذه العملية، كما أن الجيش اتخذ جميع الاستعدادات المطلوبة.
في المقابل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (13/11/2012) أن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت لها أن إسرائيل لا تنوي تصعيد الوضع بينها وبين القطاع.
وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إن إسرائيل تبحث عن طرق كفيلة باستعادة قوة الردع في مقابل حركة "حماس" من دون جرّ الوضع إلى مزيد من التصعيد. ولمّح هذا المصدر نفسه إلى أن أي تصعيد في الوقت الحالي من شأنه أن يجعل منطقة غوش دان [وسط إسرائيل] كلها عرضة لخطر إطلاق الصواريخ من القطاع.