من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن جميع الذين يكررون لازمة "دولتين للشعبين"، كما لو أنها وصفة سحرية ستوفر العلاج لأمراض الشرق الأوسط كافة، يتجاهلون أن هذا الحل لن يؤدي إلى أي شيء، علاوة على أنه يحول دون إجراء تحليل واقعي للمشكلة.
· إن ما يجدر أن نتذكره الآن هو أن الأردن قام، عقب توقيع اتفاق الهدنة في سنة 1949، بضم الضفة الغربية إليه وبمنح الفلسطينيين الجنسية الأردنية، وذلك من دون أن يرى أن هناك حاجة لإقامة دولة فلسطينية أخرى. كما أن المصريين لم يعملوا من أجل إقامة دولة فلسطينية في غزة. إن الأوضاع الحالية هي نتيجة التصرف العدواني، الذي ميز هاتين الدولتين في سنة 1967.
· بناء على ذلك فإن السؤال، الذي يجب أن نطرحه الآن هو: لماذا لا نعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "حرب الأيام الستة" [حرب حزيران/ يونيو 1967]، والمقصود بذلك هو إعادة الضفة الغربية إلى السيادة الأردنية وإعادة غزة إلى السيادة المصرية؟ ألا تشكل عملية كهذه خطوة في إمكانها تطبيع أوضاع السكان في هاتين المنطقتين؟
· إن السبب الرئيسي، الذي يحول دون القيام بذلك، هو أن الأردن ومصر غير معنيين بالسيطرة على سكان هم بمثابة دفيئة لـ "الإرهاب"، وبالتالي فمن شأن ذلك أن يشكل خطراً على استقرارهما. ولهذا السبب بالذات فإن إقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة، المحاذيتين لإسرائيل، تعتبر خطراً عليها أيضاً.
إن الدلالة الواضحة لهذا التحليل هي أنه يتعين أن يكون الهدف الحالي لجميع الذين يتطلعون إلى تحسين الأوضاع الراهنة هو القضاء على "الإرهاب" أولاً، وعدم تحقيق أي تقدم سياسي قبل بلوغ هذا الهدف. إن احتمالات فرض حل الدولتين، في هذه المرحلة، تبدو غير عملية، وقد حان الوقت من أجل دراسة نماذج أخرى.