مصالحـة وهميــة
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو أن الهدف الوحيد لعملية المصالحة الفلسطينية التي جرت في القاهرة أمس (الخميس) هو إجراء انتخابات عامة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في أيار/ مايو 2012، ولا توجد أي أهداف أخرى عدا هذا الهدف. ويعود سبب ذلك إلى انعدام أي قاسم مشترك بين حركتي "فتح" و"حماس"، وعدم وجود نية جادة لدى كل منهما لتحقيق مصالحة حقيقية. وليس من المبالغة القول إنه من الصعب العثور على شخص واحد سواء في "فتح" أو في "حماس"، كما في إسرائيل والولايات المتحدة، يعلق أي آمال على هذه المصالحة.
- قبل نحو أسبوع، زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رام الله وأكد لـ [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس، بصورة لا تقبل التأويل، أن إشراك "حماس" في السلطة الفلسطينية لا ينطوي على أي مصلحة بالنسبة إلى هذه الأخيرة، وأيضاً بالنسبة إلى المملكة الأردنية، ذلك بأن إشراكها سيضعف التأييد العالمي والأميركي لعباس، وسيعزز قوة حركة الإخوان المسلمين في الأردن. ويبدو أن عباس تماشى مع ما قاله العاهل الأردني وسعى لمصالحة تهدف إلى إجراء انتخابات فقط.
- في المقابل فإن حركة "حماس"، وخصوصاً في القطاع، لا تبدو في عجلة من أمرها لتحقيق المصالحة، إذ إنها تعتقد أن الزمن يعمل لمصلحتها، وأن تعزز قوة حركة الإخوان المسلمين في مصر سيرفع أسهمها في الساحة الفلسطينية الداخلية.
- على صعيد آخر، علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أيضاً أن العاهل الأردني انتقد توجه السلطة الفلسطينية الأحادي الجانب إلى الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة المتعددة، وأكد أنه يلحق ضرراً كبيراً بالمصالح الفلسطينية. وفي إثر هذا النقد باتت السلطة الفلسطينية على استعداد لأن تتنازل عن السير قدماً في دفع طلبات الانضمام إلى عضوية مزيد من هذه المنظمات الدولية، في مقابل إفراج إسرائيل عن أموال الضرائب التي تحتجزها.