· على إسرائيل أن تعد العدّة منذ الآن من أجل إحباط المناورة التي يقوم بها [رئيس الوزراء الفلسطيني] سلام فياض على رؤوس الأشهاد، والكامنة في خطته القاضية بإعلان دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في آب/ أغسطس 2011، "سواء بالتعاون مع إسرائيل أو حتى من دونه"، وذلك من خلال استغلال الأوضاع الدولية التي تعتبر ملائمة له وغير مؤاتية لنا.
· لقد عُرضت هذه الخطة أول مرة في آب/ أغسطس 2009، وعاد فياض إلى التلويح بها الأسبوع الفائت في سياق المقابلة التي أدلى بها إلى أحد الصحافيين الإسرائيليين [عكيفا إلدار من صحيفة "هآرتس"]. وقد فعل ذلك في موازاة توجيه اتهامات متعددة إلى الحكومة الإسرائيلية وإلى المستوطنين، وأيضاً في موازاة إسداء بعض النصائح إلى الرأي العام الإسرائيلي.
· ولم يترك فياض أي مجال للشك في أنه مصرّ على إعلان إقامة دولة فلسطينية على كل سنتمتر من الأراضي الواقعة وراء الخط الأخضر [حدود 1967]، ذلك بأنه لم يذكر مطلقاً الكتل الاستيطانية أو موضوع تبادل الأراضي، ولم يلمح إلى إمكان بقاء مستوطنات يهودية تحت السيادة الفلسطينية.
· علاوة على ذلك، فإن فياض اهتم بأن يعلن ما يلي: "إننا نعدّ بنية تحتية لاستيعاب لاجئين"، وليس من قبيل المصادفة أنه لم يقل "استيعاب اللاجئين"، ذلك بأنه لا يزال متمسكاً بالوثيقة التي نشرها في الصيف الفائت، والتي تنطوي على بند يقضي بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار رقم 194، أي تطبيق "حق العودة" في داخل إسرائيل.
· بناء على ذلك كله، فإن قيام رئيس الدولة الإسرائيلية، شمعون بيرس، قبل نحو شهرين، بإطلاق لقب "بن ـ غوريون الفلسطيني" على سلام فياض كان خطأ، بل ثمة مجال للافتراض أنه لو كان بن ـ غوريون حياً لكان بذل كل ما في وسعه من أجل إحباط خطة فياض.